الوداد يسقط أمام بورتو في ودية تجارية... قراءة في الهزيمة ومضامين اللقاء
في لقاء ودي تجاري جرى مساء السبت 31 ماي 2025، على الساعة الخامسة مساءً، خاض فريق الوداد الرياضي مباراة قوية أمام نظيره البرتغالي بورتو، وانتهت بفوز هذا الأخير بهدف نظيف سجله اللاعب "يامو" في الدقيقة 37 من عمر اللقاء. ورغم أن النتيجة لا تُحتسب ضمن المنافسات الرسمية، فإنها تفتح الباب أمام تساؤلات مهمة حول أداء الفريق المغربي واستعداده للاستحقاقات القادمة.
مباراة ودية بطابع تجاري... لكن الدلالات فنية
قد تُصنّف هذه المباراة في خانة اللقاءات التجارية بالنظر إلى أهدافها التسويقية والترويجية، لكن لا يمكن إغفال بعدها الفني والتكتيكي. فمواجهة فريق بحجم بورتو، أحد أعمدة الكرة الأوروبية، تشكّل اختبارًا حقيقيًا للاعبي الوداد وللجهاز الفني، خصوصًا في ظل سعي الفريق إلى تطوير مستواه استعدادًا للموسم المقبل والمنافسات القارية.
أداء الوداد: إيجابيات وسلبيات
رغم الخسارة، قدّم الوداد لحظات جيدة خلال المباراة، لا سيما في الشوط الأول حيث أظهر اللاعبون انضباطًا تكتيكيًا ومحاولات متكررة للوصول إلى مرمى الخصم. غير أن غياب اللمسة الأخيرة وضعف التركيز في الثلث الهجومي حال دون ترجمة الفرص إلى أهداف.
على مستوى الدفاع، بدا الارتباك واضحًا في بعض الفترات، خاصة خلال الهدف الذي سجله "يامو"، والذي استغل سوء التمركز الدفاعي وغياب الضغط على حامل الكرة. هذه الأخطاء يجب أن تُدرج ضمن أولويات الجهاز الفني لتصحيحها قبل الدخول في معترك المنافسات الرسمية.
بورتو: الهيمنة الأوروبية تظهر حتى في الوديات
فريق بورتو، من جهته، لم يأتِ إلى المباراة لمجرد أداء واجب تسويقي. بل ظهر منذ البداية برغبة واضحة في فرض أسلوب لعبه، وتمركز جيد على أرضية الميدان، واحترافية عالية في التعامل مع الضغط. هدف "يامو" في الدقيقة 37 جاء نتيجة هجمة منظمة تُظهر مدى الانسجام بين خطوط الفريق وقدرته على اقتناص أنصاف الفرص.
ماذا بعد الخسارة؟
خسارة مباراة ودية ليست نهاية العالم، لكنها جرس إنذار. الوداد يحتاج إلى إعادة ترتيب أوراقه، خاصة على مستوى الثقة بالنفس والانضباط الخططي. كما أن الجهاز الفني مطالب باستخلاص الدروس وتصحيح الأخطاء في أقرب الآجال، خصوصًا مع اقتراب انطلاقة الموسم الكروي الجديد.
الجمهور الودادي حاضر... حتى في الوديات
رغم الطابع التجاري للمباراة، حضر عدد كبير من جماهير الوداد لمساندة فريقها، وهو ما يعكس عمق العلاقة التي تربط الفريق بجماهيره. حضورهم لم يكن فقط من أجل الفرجة، بل كان رسالة دعم ووفاء، تؤكد أن الوداد فريق جماهيري بامتياز، لا يتخلى عنه أنصاره مهما كانت طبيعة اللقاء.
في الختام، يمكن اعتبار هذه المباراة فرصة ثمينة للوداد للوقوف على الجاهزية العامة للفريق، واختبار بعض العناصر الجديدة أمام منافس من الطراز الرفيع. أما بالنسبة لبورتو، فقد أكد مرة أخرى أنه مدرسة كروية متكاملة، لا تستهين بأي خصم أو مناسبة.
ومع اقتراب العدّ التنازلي لانطلاق المنافسات الرسمية، تبقى مثل هذه اللقاءات ضرورية لكل فريق طموح يسعى لحصد الألقاب والعودة إلى منصات التتويج.