في خطوة كانت متوقعة لدى المتابعين لسوق الانتقالات في منطقة الخليج، أعلن نادي الدحيل القطري بشكل رسمي عن رحيل النجم المغربي حكيم زياش، موجها له رسالة شكر وتقدير لما قدّمه خلال فترة تواجده مع الفريق، ومتمنيا له التوفيق في محطته المقبلة. ويأتي هذا الإعلان ليغلق فصلاً قصيراً ولكن لافتاً في مسيرة أحد أبرز الأسماء في الكرة المغربية والعربية في السنوات الأخيرة.
زياش، اللاعب الذي أضاء الملاعب الأوروبية مع أياكس وتشيلسي قبل أن يحط الرحال في قطر، لم يكن مجرد صفقة جماهيرية، بل كان يحمل في جعبته خبرات وتجربة قارية ودولية فريدة. ورغم أن فترة تواجده مع الدحيل لم تمتد طويلاً، فإن حضوره الفني وتأثيره داخل الملعب وخارجه لم يكن عابراً. بلمساته الفنية، تمريراته الدقيقة، وقدرته على خلق الفرص، نجح زياش في منح الجماهير القطرية لمحة من سحره الكروي، حتى وإن لم تسعفه الظروف ليترك بصمة دائمة على مستوى الألقاب أو الأرقام.
قرار رحيل زياش عن الدحيل لا يمكن قراءته فقط من منظور رياضي، بل يعكس كذلك تعقيدات المرحلة الحالية في مسيرة اللاعب، التي شهدت تقلبات بين الانتقالات المؤجلة، وتذبذب التواجد مع الأندية الكبرى، إلى جانب الضغوط المرتبطة بتمثيل المنتخب المغربي في بطولات كبرى مثل كأس العالم وكأس الأمم الإفريقية. ورغم كل ذلك، لا يزال زياش اسماً لامعاً في الكرة العربية، ورمزاً لجيل مغربي ذهبي أعاد "أسود الأطلس" إلى الواجهة العالمية.
المثير في هذه المرحلة أن رحيل زياش يفتح الباب أمام عدة سيناريوهات مثيرة؛ هل سيعود إلى أوروبا ليجرب حظه مجدداً في أحد الدوريات الكبرى؟ هل سيواصل مغامرته في دوريات الخليج مع فريق آخر؟ أم أن هناك تجربة جديدة كلياً تنتظره في قارة مختلفة؟ ما هو مؤكد أن حكيم زياش لا يزال يملك ما يكفي من الموهبة والطموح ليعيد رسم مسيرته من جديد، وربما بشكل أكثر نضجاً وهدوءاً.
نادي الدحيل من جانبه أظهر احتراماً كبيراً للنجم المغربي، من خلال وداع رسمي يليق باسم بحجم زياش، في إشارة إلى العلاقة الطيبة التي ربطت الطرفين رغم قصر التجربة. وهو ما يؤكد أن رحيله لم يكن نتيجة خلاف أو إخفاق، بل خيار مهني في لحظة تتطلب من اللاعب التفكير جيداً في الخطوة المقبلة التي قد تكون حاسمة في مسيرته.
في النهاية، يظل حكيم زياش اسماً محفوراً في ذاكرة الكرة المغربية والعالمية، وأياً كانت وجهته القادمة، فإن الأنظار ستبقى تتابعه، على أمل أن يعود لملامسة القمم الكروية مجدداً، بعزيمة من لا يزال يؤمن أن المجد لا يصنع فقط بالمهارة، بل بالإصرار والتجدد.