كارثة في برشيد: سقوط طفل في بالوعة يعري واقع البنية التحتية ويثير الغضب الشعبي

كارثة في برشيد: سقوط طفل في بالوعة يعري واقع البنية التحتية ويثير الغضب الشعبي

شهد شارع إدريس الحريزي بمدينة برشيد حادثًا أليمًا مساء يوم أمس، حيث سقط طفل صغير في بالوعة مفتوحة أثناء مروره رفقة أسرته، في مشهد مروع هز مشاعر الساكنة المحلية، وأعاد إلى الواجهة النقاش القديم الجديد حول واقع البنيات التحتية المهترئة في عدد من المدن المغربية.

وبحسب شهود عيان، فإن الطفل كان يسير إلى جانب والدته عندما اختفى فجأة في حفرة مكشوفة وسط الرصيف دون أي علامة تحذيرية أو غطاء يحمي المارة. وفور وقوع الحادث، تم نقل الطفل بسرعة إلى قسم المستعجلات بمستشفى الرازي بمدينة برشيد، حيث تلقى الإسعافات الضرورية، فيما لم تُكشف إلى حدود الساعة تفاصيل حالته الصحية الدقيقة.

استهتار أم إهمال ممنهج؟

الحادث المؤلم أثار موجة من الغضب العارم وسط سكان المدينة، الذين اعتبروا أن ما وقع ليس مجرد صدفة أو قضاء وقدر، بل نتيجة إهمال واضح من طرف الجهات المسؤولة عن صيانة البنية التحتية. وتساءل كثيرون عن الجهة التي يفترض أن تراقب وضعية هذه البالوعات، وتضمن سلامة المارة، خاصة في الشوارع المكتظة التي تعرف تردد الأطفال والعائلات.

وفي تصريحات متفرقة، طالب عدد من الفاعلين المحليين بفتح تحقيق فوري لتحديد المسؤوليات، واتخاذ إجراءات زجرية في حق أي تقصير أو إهمال قد يكون ساهم في وقوع هذا الحادث، الذي كان من الممكن أن ينتهي بكارثة أكبر.

البالوعات المكشوفة... خطر دائم

لا تُعدّ هذه الحادثة الأولى من نوعها، بل سبق أن شهدت مدن مغربية أخرى حوادث مماثلة، كان أبطالها في الغالب أطفالًا أو نساءً أو أشخاصًا من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين وقعوا ضحايا لسقوط في بالوعات أو حفر عشوائية تُركت بدون تغطية أو علامات تحذير.

وتُثير هذه الحوادث المتكررة أسئلة حارقة حول مدى احترام الجماعات المحلية لمعايير السلامة، وحول ميزانيات الصيانة التي تُرصد سنويًا لتحسين البنية التحتية. كما تطرح تساؤلات حول دور المراقبة والتتبع من طرف المجالس المنتخبة والسلطات الوصية.

نحو إصلاح حقيقي لا يترك الأرواح تُهدَر

ما وقع في شارع إدريس الحريزي ليس مجرد حادث عرضي، بل هو ناقوس خطر يدق بشدة في وجه الجهات المسؤولة، ويستدعي تحركًا عاجلًا وحازمًا. فالمواطن المغربي لا يطلب المستحيل، بل يريد فقط العيش في بيئة آمنة، حيث لا يُهدد طفل بريء بالموت بسبب حفرة في الشارع.

إن حماية أرواح المواطنين تبدأ من تفاصيل صغيرة، لكنها تُحدث فرقًا كبيرًا. ولا يمكن الحديث عن التنمية أو التحضر ما دامت بالوعات الصرف الصحي تُترك مكشوفة وسط الأحياء السكنية.

في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات، يظل الشارع المغربي متألمًا من هذا المشهد، ومطالبًا بإصلاحات جذرية تُعلي قيمة الإنسان وتحترم كرامته وحقه في العيش بأمان.

إرسال تعليق

أحدث أقدم