الدار البيضاء تتنفس عبق التاريخ: افتتاح المنتزه الأركيولوجي سيدي عبد الرحمان بعروض "نوستالجيا" المبهرة

الدار البيضاء تتنفس عبق التاريخ: افتتاح المنتزه الأركيولوجي سيدي عبد الرحمان بعروض "نوستالجيا" المبهرة

في خطوة متميزة تعكس سعي المغرب الحثيث لتثمين تراثه التاريخي والحضاري، تم افتتاح المنتزه الأركيولوجي سيدي عبد الرحمان بمدينة الدار البيضاء أمام العموم، في حدث ثقافي فريد من نوعه يحمل عنوان "نوستالجيا"، يمتد من 16 إلى 20 يوليوز 2025، ابتداءً من الساعة التاسعة ليلاً (21:00).

🏺 عودة إلى أعماق التاريخ عبر "نوستالجيا"

"نوستالجيا" ليست مجرد عرض فني، بل تجربة بصرية ووجدانية تنقل الزوار في رحلة زمنية آسرة إلى عصور ما قبل التاريخ. هذه المحاكاة تعتمد على أحدث تقنيات الطائرات المسيرة (الدرون)، لتصنع لوحات ضوئية ثلاثية الأبعاد في السماء، تحاكي مشاهد من حياة الإنسان الأول، أدواته، طقوسه، ومساراته في الكفاح من أجل البقاء.

العرض يجمع بين الإبهار البصري والدقة العلمية، ويستند إلى معطيات أركيولوجية مستمدة من الحفريات التي احتضنتها منطقة سيدي عبد الرحمان، والتي تُعد من بين أقدم المواقع الأثرية في شمال إفريقيا، وتضم آثارًا تعود لما يزيد عن 100 ألف سنة.

🏞️ المنتزه الأركيولوجي سيدي عبد الرحمان.. فضاء للتعلم والاكتشاف

يمثل افتتاح هذا المنتزه لحظة مفصلية في تاريخ المحافظة على التراث المغربي، حيث يفتح المجال أمام الزوار من مختلف الأعمار لاكتشاف كنوز الماضي في قالب عصري وتفاعلي. فالمنتزه ليس فقط موقعًا أثريًا، بل تجربة ثقافية وسياحية متكاملة، تجمع بين الترفيه والتعليم.

تمت تهيئة الموقع وفق معايير دولية، مع توفير لوحات توجيهية تشرح باللغتين العربية والفرنسية مراحل التطور البشري بالمغرب، بالإضافة إلى فضاءات للعروض، وورشات تعليمية تفاعلية للأطفال.

✨ حجز التذاكر

للاستمتاع بهذه التجربة الفريدة، يمكن للجمهور حجز التذاكر عبر الموقع الرسمي، حيث يُتوقع أن تعرف العروض إقبالًا واسعًا من ساكنة الدار البيضاء وزوارها من داخل وخارج المملكة.

🇲🇦 الثقافة في خدمة التنمية

تعكس هذه المبادرة رؤية المغرب الجديدة للثقافة، باعتبارها رافعة للتنمية المستدامة، ووسيلة لترسيخ الهوية الوطنية، وتقوية الارتباط بالأرض والتاريخ. كما تمثل نموذجًا يحتذى به في توظيف التكنولوجيا لخدمة التراث، وتعزيز جاذبية الوجهات الثقافية المغربية.

خلاصة

افتتاح المنتزه الأركيولوجي سيدي عبد الرحمان وعروض "نوستالجيا" ليس مجرد حدث ترفيهي، بل هو دعوة للتصالح مع الذاكرة، والتأمل في جذورنا الإنسانية. إنها لحظة فخر للمغاربة جميعًا، وفرصة لعيش تجربة نادرة تمزج بين الدهشة والوعي، وبين الماضي والمستقبل.

"من لا ماضي له، لا حاضر له، ولا مستقبل..." – هذه العبارة تجد صداها واضحًا في سماء الدار البيضاء هذه الأيام.

إرسال تعليق

أحدث أقدم