غامبيا تجدد دعمها لمغربية الصحراء: موقف ثابت يعكس تحولاً دبلوماسياً في إفريقيا

غامبيا تجدد دعمها لمغربية الصحراء: موقف ثابت يعكس تحولاً دبلوماسياً في إفريقيا

في خطوة جديدة تعكس عمق العلاقات المغربية الإفريقية، جددت جمهورية غامبيا، يوم الأربعاء 23 يوليوز 2025، دعمها الثابت لسيادة المملكة المغربية على أقاليمها الجنوبية، مؤكدة تأييدها الكامل لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007، باعتبارها الحل الوحيد الجدي والواقعي والموثوق لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.

هذا الموقف تم التعبير عنه بشكل واضح في بيان مشترك تم التوقيع عليه بالرباط عقب محادثات ثنائية جمعت بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، ونظيره الغامبي سيرينج مودو نجي، ما يبرز الدينامية القوية التي باتت تطبع العلاقات المغربية الإفريقية في السنوات الأخيرة.

 مغربية الصحراء.. إجماع إفريقي في تزايد

لقد شهدت السنوات الأخيرة تغيرًا نوعيًا في مواقف العديد من الدول الإفريقية من قضية الصحراء، حيث لم تعد مجرد مسألة نزاع إقليمي، بل تحولت إلى اختبار حقيقي لمفهوم السيادة والوحدة الترابية داخل القارة. ويأتي الموقف الغامبي ليرسخ هذا التوجه، ويعزز الإجماع الإفريقي المتنامي حول الطرح المغربي الذي يعتبر الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الحل الأمثل والأنسب.

غامبيا، التي كانت من أوائل الدول التي افتتحت قنصلية عامة لها بمدينة الداخلة سنة 2020، تجدد من خلال هذا البيان التزامها بدعم المغرب في المحافل الدولية، وتُرسل رسالة واضحة بأن السيادة المغربية على صحرائه باتت حقيقة دبلوماسية وميدانية لا يمكن تجاوزها.

 مبادرة الحكم الذاتي.. خيار الاستقرار والواقعية

المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي وصفتها الأمم المتحدة نفسها بكونها "جادة وذات مصداقية"، باتت تحظى بدعم متزايد من مختلف القوى الدولية والإقليمية. وهي تقوم على تمكين سكان الأقاليم الجنوبية من إدارة شؤونهم المحلية في إطار السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة، مع احترام الخصوصيات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية للمنطقة.

موقف غامبيا لا يعكس فقط توافقاً دبلوماسياً، بل قناعة سياسية بأن هذا النموذج يمثل مخرجًا عمليًا ومستدامًا يُنهي النزاع المفتعل، ويُجنب المنطقة مخاطر الانقسام وعدم الاستقرار.

 الشراكة المغربية الإفريقية.. نموذج تضامني واعد

زيارة وزير الخارجية الغامبي للرباط تأتي أيضًا في سياق تعزيز الشراكة المغربية الإفريقية، التي لم تعد تقتصر على الدعم السياسي فقط، بل أصبحت تمتد إلى التعاون الاقتصادي، والتكوين المهني، والدعم التنموي. فالمغرب، في ظل التوجيهات الملكية، وضع إفريقيا في صلب سياسته الخارجية، وأطلق عشرات المشاريع المشتركة في مجالات الطاقة، البنيات التحتية، الفلاحة والصحة.

وهنا يمكن قراءة موقف غامبيا على أنه امتداد طبيعي لتحالفات استراتيجية مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، بعيدًا عن الخطابات الإيديولوجية التي عفا عنها الزمن.

 دعم غامبيا ليس معزولاً بل جزء من زخم دبلوماسي قوي

في ظل هذا التصاعد الإيجابي للمواقف الإفريقية الداعمة للمغرب، يتأكد أن معركة الدبلوماسية المغربية تُحقق نجاحات ملموسة على الأرض. فبيان غامبيا الأخير ليس موقفًا منعزلاً، بل يندرج ضمن دينامية شاملة يشهدها الملف، تؤكد أن الواقع تجاوز الطروحات الانفصالية الجامدة، وأن المجتمع الدولي بات يراهن على الحلول الواقعية، وعلى رأسها الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

وختامًا، فإن الدعم الغامبي يعكس بوضوح أن المغرب لا يدافع فقط عن قضيته الأولى، بل يُسهم أيضًا في رسم ملامح إفريقيا جديدة، موحدة، مستقرة، وقادرة على مواجهة تحديات المستقبل بسيادة كاملة وثقة جماعية.


إرسال تعليق

أحدث أقدم