الملك محمد السادس يعزي في وفاة موسى السعدي: لحظة وفاء ملكي لرجل دولة
في هذه البرقية، عبّر جلالة الملك عن أحر التعازي وصادق المواساة، مبرزًا الخصال الوطنية والإنسانية التي ميزت الفقيد طيلة حياته المهنية والنضالية. ومما لا شك فيه أن هذه الالتفاتة الملكية النبيلة تعكس تقدير المؤسسة الملكية لكل من ساهم، بإخلاص ونكران ذات، في بناء صرح الدولة المغربية وتعزيز مسيرتها الديمقراطية والتنموية.
المرحوم موسى السعدي لم يكن مجرد فاعل سياسي، بل كان رمزًا من رموز النضج الوطني، جسد في مسيرته قيم العمل الجاد والمسؤولية والالتزام بالمصلحة العليا للوطن. تقلد مهام وزارية وشارك في صياغة السياسات العمومية، وترك بصمة واضحة من خلال رئاسته للحزب الديمقراطي الوطني، الذي سعى عبره إلى ترسيخ ثقافة الحوار السياسي والانفتاح.
لقد شكلت مسيرته نموذجا للسياسي الوطني الملتزم، الذي ظل وفيًا لقيمه ومبادئه، مدافعًا عن مصالح المواطنين، منخرطًا في قضايا الوطن، مساهماً في إثراء الساحة السياسية المغربية بمواقفه الهادئة ومقارباته الرزينة.
إن الرسالة الملكية، بما تحمله من دلالات إنسانية ورمزية سامية، تؤكد مرة أخرى أن المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، يكرّم أبناءه الأوفياء، ويعترف بإسهاماتهم في خدمة الوطن، مهما طال الزمن أو تغيرت السياقات.
وفي هذا المصاب الجلل، لا يسعنا إلا أن نترحم على روح الفقيد، ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يُلهم أسرته ورفاق دربه الصبر والسلوان.
رحم الله موسى السعدي، وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.