فاجعة شاطئ مولاي عبد الله: أب يضحي بحياته لإنقاذ طفلته في مشهد إنساني يهز القلوب

فاجعة شاطئ مولاي عبد الله: أب يضحي بحياته لإنقاذ طفلته في مشهد إنساني يهز القلوب

في مشهد مأساوي تدمع له العيون وتقشعر له الأبدان، عاشت ساكنة إقليم الجديدة، يوم الأحد فاتح يونيو 2025، على وقع فاجعة إنسانية أليمة، بعدما لقي أب شجاع حتفه غرقاً بشاطئ مولاي عبد الله، وهو يحاول إنقاذ فلذة كبده التي جرفتها الأمواج العاتية. هذا الحدث المروع كشف مرة أخرى عن قسوة الطبيعة، لكنه في الوقت نفسه أضاء شمعة نادرة في زمن تزداد فيه مظاهر الجفاء والأنانية، ليجسد أعظم معاني التضحية الأبوية والحب اللامحدود.

التفاصيل المؤلمة للمأساة

وقعت الحادثة في لحظة خاطفة حين باغتت الأمواج العاتية الطفلة الصغيرة، وسحبتها بقوة نحو عمق البحر، وسط صرخات من الحضور، وذهول العائلة. لم يتردد الأب لحظة، بل اندفع بكل شجاعة نحو المياه الهائجة في محاولة يائسة لإنقاذ ابنته. ورغم مقاومته الأمواج بكل ما أوتي من قوة، إلا أن القدر كان أقوى، فخارت قواه بعد أن تمكن من دفع الطفلة نحو بر الأمان، ليسلم بعدها روحه وسط ذهول الحاضرين وحرقة أفراد عائلته.

تضحية تعانق الخلود

ليست هذه مجرد حادثة غرق، بل هي ملحمة إنسانية تختزل أعظم معاني الأبوة. لقد اختار الأب أن يقدّم حياته ثمناً لبقاء ابنته، في موقف يلخص أسمى القيم الإنسانية. أمام هذه الصورة البطولية، نقف جميعاً عاجزين عن وصف ما نشعر به، فالدموع وحدها لا تكفي، ولا الكلمات تعبر عن وجع الفقد، وعن احترامنا العميق لهذه الروح النقية التي آثرت الرحيل على أن ترى ابنتها تبتلعها أمواج البحر.

دعوة للمسؤولية والوقاية

هذه الفاجعة المؤلمة تفتح من جديد ملف السلامة بالشواطئ المغربية، وضرورة توفير وسائل الإنقاذ والمراقبة الدائمة، خاصة في الفترات التي تشهد إقبالاً كبيراً من الزوار. كما تطرح أسئلة حارقة حول مدى وعي الأسر بخطورة بعض الشواطئ التي تفتقد للمراقبة أو تميزها تيارات بحرية قوية.

إن مسؤولية الجماعات المحلية والسلطات المعنية تفرض عليها التحرك العاجل لتدارك مثل هذه الكوارث، عبر تخصيص فرق إنقاذ مدربة، ووضع إشارات تحذيرية واضحة في الشواطئ الخطرة، وتنظيم حملات توعية مستمرة لفائدة المصطافين.

خاتمة: دموع لا تجف ودرس لا يُنسى

سيظل اسم هذا الأب محفوراً في ذاكرة ساكنة الجديدة، بل وفي ذاكرة كل من سمع القصة. سيُروى للجيل القادم على أنه بطل مجهول لم يطلب مجداً ولا شهرة، بل كان فقط أباً أحب ابنته حتى الموت. إن مثل هذه المواقف العظيمة تعلمنا أن البطولة ليست في حمل السلاح ولا في الصعود إلى المنصات، بل في لحظة صمت، حين يختار الإنسان أن يفدي من يحب بروحه، دون تفكير ولا تردد.

رحم الله الفقيد، وألهم أسرته الصغيرة والكبيرة الصبر والسلوان، وجعل تضحيته نوراً يهتدي به الآباء والأمهات في دروب الحب غير المشروط.

إرسال تعليق

أحدث أقدم