شهدت المملكة المغربية في الأسابيع الأخيرة تساقطات مطرية استثنائية ساهمت بشكل كبير في تحسين الوضعية المائية على المستوى الوطني، مع توقعات بإمدادات مستقرة وطويلة الأمد للماء الشروب في العديد من الجهات. هذه الأمطار جاءت في توقيت حاسم، حيث أسهمت في التخفيف من الضغط الذي تعاني منه المياه الجوفية، وأعطت دفعة إيجابية لبداية الموسم الفلاحي 2024-2025
تساقطات مطرية تتجاوز المعدلات الطبيعية
أظهرت البيانات الصادرة بتاريخ 11 أكتوبر 2024 أن التساقطات المطرية التي شهدتها المملكة خلال الفترة الأخيرة تجاوزت بكثير المعدلات الطبيعية المسجلة في نفس الفترة من سنة متوسطة. هذا التحسن الملحوظ في كميات الأمطار ساعد في تحسين الوضعية المائية لعدد من السدود، حيث بلغ إجمالي المساهمات المائية حوالي 680 مليون متر مكعب. هذا الارتفاع الكبير في مخزون المياه يعزز من قدرة المملكة على مواجهة التحديات المتعلقة بالأمن المائي.
تحسن الوضعية الهيدرولوجية في عدة أحواض
من بين الأحواض التي استفادت من هذه التساقطات، نجد 6 أحواض مائية رئيسية في المملكة. ومن أبرزها حوض درعة-واد نون وحوض كير-زيز-غيريس، حيث سُجل في سد أكدز بحوض درعة حد تراكمي أقصى للتساقطات بلغ 127 ملم. هذه الكميات الهامة من المياه ساهمت في رفع مستوى المياه في السدود بشكل كبير، ما سيعود بالنفع على الاستعمالات الفلاحية والبيئية والصناعية.
ارتفاع نسبة ملء السدود على المستوى الوطني
بفضل هذه التساقطات، وصلت النسبة الإجمالية لملء السدود في المغرب إلى 28.48% بتاريخ 11 أكتوبر 2024، مقارنةً بـ 25.31% في نفس اليوم من السنة الماضية. هذا التحسن الملحوظ يعكس الأثر الإيجابي للأمطار على النظام المائي الوطني، ويشير إلى تخفيف الضغط على موارد المياه العذبة في عدة مناطق.
تأثير إيجابي على الموسم الفلاحي
من المتوقع أن تساهم هذه الأمطار الاستثنائية في انطلاقة جيدة للموسم الفلاحي 2024-2025، حيث ستوفر كميات المياه اللازمة للري وتحسين خصوبة التربة، مما سيزيد من إنتاجية الأراضي الزراعية. كما ستساعد في تأمين مياه الشرب والري، ما يعزز من استدامة الأنشطة الفلاحية والاقتصادية على المدى الطويل.
التحديات المستقبلية
رغم هذه النتائج الإيجابية، يبقى من الضروري مواصلة الجهود في إدارة الموارد المائية بشكل مستدام، لضمان مواجهة التحديات المستقبلية المرتبطة بالتغيرات المناخية وارتفاع الطلب على المياه. تعزيز البنية التحتية المائية، إلى جانب تطوير سياسات مائية متكاملة، يعدان من الأولويات للحفاظ على الأمن المائي في المملكة.
في الختام، تعد التساقطات المطرية الأخيرة بمثابة فرصة ذهبية للمملكة لتعزيز مواردها المائية وتحسين الوضعية الفلاحية، لكن التحديات لا تزال قائمة، مما يتطلب استراتيجيات متواصلة لضمان استدامة هذه الموارد الحيوية.
Tags
المجتمع