"تمكين الشباب في المغرب: كيف تدعم الحكومة جيل المستقبل بجواز الشباب والمشاريع الريادية"


في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها المغرب، يبرز موضوع تمكين الشباب كأحد التحديات المركزية التي تواجه الحكومة. وفي هذا السياق، أعلن محمد بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، عن مبادرات جديدة تهدف إلى تعزيز دور الشباب المغربي وتشجيعه على الانخراط في التنمية المجتمعية والاقتصادية، من بينها فكرة "جواز الشباب"، التي تبنتها الأحزاب السياسية في برامجها الانتخابية.

فكرة "جواز الشباب": وسيلة لتعزيز التواصل مع الجيل الصاعد

تعد فكرة "جواز الشباب" إحدى الوسائل المبتكرة التي اقترحتها الحكومة للتواصل مع الجيل الصاعد. إذ تهدف هذه المبادرة إلى جمع كافة الخدمات المقدمة للشباب من القطاعات الحكومية في آلية واحدة، ما يسهل وصولهم إلى هذه الخدمات. وقد تم تبني هذا التصور بناءً على إدراك الحكومة لأهمية تعزيز "ثقافة الاعتراف" بهذه الفئة الحيوية من المجتمع، وهو ما أكده الوزير بنسعيد خلال مداخلته أمام البرلمان، حيث شدد على ضرورة الاعتراف بالشباب وبأفكارهم ومشاريعهم.

تشجيع الشباب على النجاح في وطنهم

الهدف من هذه المبادرة، بحسب الوزير، هو التأكيد على أن كل شاب مغربي قادر على تحقيق النجاح في بلده. لكن النجاح لا يتحقق فقط من خلال الفرص المتاحة، بل يتطلب أيضًا من المجتمع والحكومة تقديم الاعتراف والدعم اللازمين. من دون هذه الثقة والتحفيز، ستظل هناك تحديات كبيرة تواجه الشباب المغربي، مثل تلك التي شهدتها مدينة الفنيدق، حيث عبر آلاف الشباب إلى مدينة سبتة المحتلة في محاولة للبحث عن حياة أفضل خارج حدود المملكة.

فقدان الثقة والحلم بالعيش بكرامة

ما حدث في الفنيدق وفي مناسبات أخرى مشابهة هو، حسب الوزير بنسعيد، تعبير عن فقدان الثقة في إمكانية العيش بكرامة داخل المغرب. الشباب المغربي يعاني من شعور متزايد بفقدان الأمل في تحقيق حياة مستقرة وكريمة في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الحالية، وهو ما دفع الحكومة إلى اتخاذ خطوات عملية لإعادة بناء هذه الثقة، مثل إطلاق "جائزة الشباب" التي تشمل عدة مجالات، منها الثقافة والمقاولات وغيرها.

الثقة بالشباب: مفتاح التنمية المستدامة

من الواضح أن تمكين الشباب يتطلب أكثر من مجرد تقديم الفرص، بل يحتاج إلى استراتيجية شاملة تركز على بناء الثقة بين الدولة والشباب. فبدون هذه الثقة، قد يجد الشباب صعوبة في رؤية مستقبلهم داخل الوطن. إن تحفيزهم على الحلم والعمل من أجل مستقبل أفضل يعتبر خطوة أساسية لضمان انخراطهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

في نهاية المطاف، إن نجاح مبادرات مثل "جواز الشباب" يعتمد على مدى فعالية تنفيذها، ومدى قدرة الحكومة على توفير بيئة حاضنة للشباب تتيح لهم فرصًا حقيقية للتطور والابتكار. الشباب المغربي يمثلون الأمل في مستقبل أفضل للمغرب، والاعتراف بدورهم وتمكينهم هو السبيل الوحيد لتحقيق هذا المستقبل.

إرسال تعليق

أحدث أقدم