محطة القطار الجديدة بمكناس: مشروع ضخم يواكب التحول العمراني والبنية التحتية الحديثة بالمغرب
في إطار مواصلة جهود تحديث البنية التحتية للمملكة وتعزيز جاذبية المدن المغربية، أُعطيت الانطلاقة الرسمية لأشغال بناء محطة القطار الجديدة بمدينة مكناس، وهو مشروع استراتيجي ضخم يُجسّد توجه الدولة نحو عصرنة النقل السككي وتكريس موقع مكناس كمدينة محورية في النسيج الحضري الوطني.
مشروع بمواصفات عالية وميزانية ضخمة
بميزانية إجمالية تُقدّر بـ177 مليون درهم، تنطلق أشغال بناء هذه المحطة الجديدة على مدى 33 شهراً، ما يعكس حجم وتعقيد المشروع. هذا الاستثمار الكبير يبرز الأهمية التي تُوليها الحكومة و المكتب الوطني للسكك الحديدية (ONCF) لتطوير وسائل النقل وتقديم خدمات عصرية للمواطنين والمستثمرين على حد سواء.
تصميم معماري عصري يدمج الحداثة والوظيفية
يشرف على تنفيذ المشروع شركة Bader Béton، فيما يعود التصميم المعماري لمكتب AWM Architectes Urbanistes، المعروف برؤاه الهندسية التي تمزج بين الحداثة والاستدامة والوظيفة. المحطة الجديدة تتميز بواجهتها الزجاجية والخطوط النظيفة التي تمنحها طابعاً مستقبلياً، وتُراعي في الوقت نفسه البعد الجغرافي والثقافي للمدينة. كما تضم مساحات تجارية، ومرافق انتظار مريحة، وولوجيات سهلة لمختلف فئات المسافرين، بما في ذلك الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
نقلة نوعية في المشهد السككي
هذا المشروع ليس مجرد بنية تحتية إضافية، بل يُعد نقلة نوعية في المنظومة السككية الوطنية. فمحطة مكناس الجديدة ستساهم في:
- تحسين جودة الخدمات للمسافرين من وإلى المدينة.
- تسهيل الربط بين الجهات عبر شبكة سككية حديثة وفعّالة.
- تحفيز الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص عمل جديدة أثناء وبعد فترة الإنجاز.
- تعزيز السياحة، باعتبار مكناس مدينة تاريخية تتمتع بإرث حضاري غني.
تعزيز تنافسية المدينة وتكريس موقعها الاستراتيجي
في قلب المغرب، تشكل مكناس نقطة التقاء محورية بين الشمال والجنوب، والشرق والغرب. ومن هنا، فإن تطوير محطتها السككية يندرج ضمن رؤية شاملة لتكريس دور المدينة كقطب حضري واقتصادي وسياحي، يتكامل مع مشاريع أخرى مثل تهيئة الفضاءات العامة، وتوسعة الطرقات، وبناء مراكز خدماتية جديدة.
خاتمة: نحو مغرب حديث ومترابط
إن مشروع محطة القطار الجديدة بمكناس يُعد مثالاً حياً على الرؤية الطموحة لمغرب يتطور بخطى ثابتة نحو الحداثة، ويولي أهمية كبرى للبنية التحتية كقاطرة للتنمية. ومع الانخراط في مشاريع مماثلة عبر مختلف المدن، يُجدد المغرب التزامه ببناء نموذج تنموي متكامل، يجعل من النقل العصري أحد أعمدته الرئيسية.