خطة استباقية لحماية الغابات المغربية من الحرائق الوكالة الوطنية للمياه والغابات تدخل مرحلة اليقظة اليومية

  خطة استباقية لحماية الغابات المغربية من الحرائق – الوكالة الوطنية للمياه والغابات تدخل مرحلة اليقظة اليومية

في ظل تصاعد التحديات البيئية والمناخية التي تواجهها المملكة المغربية، أعلنت الوكالة الوطنية للمياه والغابات عن انطلاق آلية يومية لرصد وتوقع المناطق المهددة بحرائق الغابات، وذلك ابتداءً من يوم الإثنين وحتى يوم الجمعة المقبل، في خطوة جديدة تعتمد على معطيات علمية دقيقة وخرائط تنبؤية متطورة.

🔥 محور أول: السياق البيئي والمناخي

يشهد المغرب، على غرار العديد من دول حوض البحر الأبيض المتوسط، ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة وتغيرات مناخية تُسهم في تفاقم خطر اندلاع الحرائق الغابوية، لا سيما في فصل الصيف. وتشكل الرياح الجافة ودرجات الحرارة المرتفعة عوامل طبيعية تُضاعف من هشاشة الغطاء الغابوي، مما يستدعي اعتماد تدابير استباقية دقيقة وفعالة.

📍 محور ثانٍ: التحول نحو التدبير العلمي للغابات

في إعلانها، أكدت الوكالة أن نشر الخرائط اليومية سيكون مرتكزًا على تحليل علمي دقيق للمعطيات المناخية والبيئية، مما يسمح بتحديد مناطق الخطر المرتفع والانطلاق في عملية تدخلات استباقية.
ويُعد هذا القرار نقلة نوعية في نهج إدارة الغابات المغربية، عبر اعتماد نظم معلومات جغرافية وتكنولوجيا الاستشعار عن بعد، ما يساهم في تعزيز الإنذار المبكر والتقليص من الأضرار البيئية والاقتصادية.

🚒 محور ثالث: التعاون بين الفاعلين وتعبئة الموارد

تعكس هذه المبادرة تنسيقًا بين مختلف المتدخلين في منظومة تدبير الكوارث الطبيعية، من الدرك الملكي، الوقاية المدنية، الجماعات الترابية، والمجتمع المدني المحلي.
كما تسعى الوكالة من خلال هذا الإجراء إلى تعبئة فرق ميدانية مجهزة، ووضع خطط تدخل سريعة في المناطق المصنفة ذات حساسية عالية، وهو ما سيسهم في تقليص الوقت الفاصل بين رصد بداية الحريق والتدخل الفعلي لإخماده.

🌿 محور رابع: أهمية التوعية والانخراط المجتمعي

إلى جانب الآليات التقنية والعلمية، تؤكد التجارب الدولية أن انخراط المواطنين وسكان المناطق الغابوية في جهود الوقاية يشكل ركيزة أساسية في حماية الثروة الغابوية.
وعليه، يُرتقب أن تطلق الوكالة حملات تحسيسية موازية لتعزيز الوعي الجماعي حول مخاطر إشعال النار في الفضاءات الطبيعية، والتبليغ الفوري عن أي نشاط مشبوه.

🧭 نظرة إلى الأمام: نحو استراتيجية وطنية شاملة

إن اعتماد خرائط يومية تنبؤية ليس سوى جزء من رؤية أوسع تسعى إلى تحديث منظومة الحماية البيئية في المغرب، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة 2030، والمخططات الوطنية لمكافحة التغيرات المناخية.
ويُتوقع أن تُعزز هذه الخطة من مكانة المغرب كبلد رائد في حماية المنظومات البيئية الهشة، مع تحقيق توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على الموارد الطبيعية.

✍️ خلاصة

إن هذه الخطوة التي باشرتها الوكالة الوطنية للمياه والغابات تُجسد وعيًا عميقًا بخطورة التهديدات المناخية، ورغبة واضحة في التحديث والتحول نحو إدارة بيئية مبنية على العلم والتقنيات الحديثة.
وتبقى مسؤولية الجميع قائمة – مؤسسات، مجتمع مدني، ومواطنين – للمساهمة في صون الغابة المغربية، هذا الرأسمال الطبيعي الذي لا يُقدر بثمن.


إرسال تعليق

أحدث أقدم