رضى الهجهوج يثير الجدل بحضوره لقاء الوداد ومانشستر سيتي في كأس العالم للأندية

  رضى الهجهوج يثير الجدل بحضوره لقاء الوداد ومانشستر سيتي في كأس العالم للأندية



رصدت عدسات الكاميرات حضور لاعب المغرب التطواني، رضى الهجهوج، في مدرجات جماهير الوداد الرياضي خلال المواجهة التي جمعت هذا الأخير بنادي مانشستر سيتي الإنجليزي، برسم الجولة الأولى من منافسات كأس العالم للأندية 2025، المقامة على الأراضي الأمريكية. وقد أثارت هذه اللقطة التي وثقتها وسائل الإعلام موجة واسعة من التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي وبين جماهير كرة القدم المغربية.

حضور يثير تساؤلات

الظهور المفاجئ للهجهوج وسط الجماهير الودادية، وهو يشارك بحماس في التشجيع ويرتدي ألوان الفريق الأحمر، لم يكن مجرد دعم عاطفي عابر في نظر الكثيرين، بل اعتُبر بمثابة رسالة غير محسوبة التوقيت. خصوصاً وأن الوداد يُعدّ من أبرز المنافسين المباشرين لناديه الحالي المغرب التطواني في البطولة الوطنية الاحترافية.

ورغم أن الهجهوج سبق له أن دافع عن ألوان الوداد الرياضي لعدة مواسم وكان من بين لاعبيه البارزين، إلا أن انتماءه المهني في الوقت الحالي يعود لنادي الحمامة البيضاء، مما جعل ظهوره في صفوف الجماهير الودادية محط استغراب وحتى استنكار من طرف بعض أنصار تطوان، الذين اعتبروا الخطوة “غير مهنية” وتفتقد لحس الانتماء للفريق الذي يمثل قميصه.

بين الولاء القديم والانتماء الحالي

من جهة أخرى، حاول البعض تفسير الخطوة على أنها رد فعل عاطفي وطبيعي للاعب يرتبط وجدانياً بفريق سابق له، حيث قضى سنوات مهمة في مشواره الكروي، وساهم في عدد من إنجازاته. هؤلاء يرون أن الهجهوج لم يُقدم على خطوة خرقاء، بل عبّر عن دعمه لفريق مغربي يخوض تحدياً عالمياً أمام أحد أكبر أندية العالم، وهو ما يدخل في إطار الروح الوطنية ودعم ممثلي الكرة المغربية في المحافل الدولية.

التوازن المطلوب في سلوك المحترفين

لكن، في ظل تطور مهنية كرة القدم وتزايد متطلبات الاحتراف، يُطرح سؤال جوهري: هل يمكن للاعب محترف أن يجمع بين الولاء العاطفي لفريق سابق والالتزام الأخلاقي تجاه فريقه الحالي؟ وهل يُسمح للاعب في نادٍ منافس أن يُشجّع علنًا خصماً مباشراً في البطولة نفسها دون أن يثير حفيظة الجماهير والمكتب المسير؟

التصرفات الفردية للاعبين تبقى دومًا تحت المجهر، خاصة في زمن الانفتاح الإعلامي وسرعة انتشار الصور والمقاطع. وهو ما يفرض على كل لاعب التفكير مليًا قبل اتخاذ أي خطوة قد تُفهم بشكل مغاير، حتى وإن لم تكن نواياه سلبية.


حادثة رضى الهجهوج تسلط الضوء مجدداً على التحديات التي يواجهها اللاعب المغربي بين الانتماءات المتعددة، وضغط الجماهير، ومتطلبات الاحتراف. وهي مناسبة لفتح نقاش أوسع داخل الأوساط الرياضية حول مفهوم الولاء في عالم الكرة، وحدود حرية التعبير بالنسبة للرياضيين المحترفين، ومدى انسجام تصرفاتهم الفردية مع مصالح أنديتهم الحالية.

وفي نهاية المطاف، تبقى كرة القدم مشاعر وانتماء، لكن في عالم الاحتراف، يصبح كل تصرف محسوباً بدقة، وقد يكون له ثمن في قلوب الجماهير ومكاتب الأندية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم