راتب موكوينا مع الوداد وبنود العقد: بين الطموح والمحاسبة
تعاقد نادي الوداد الرياضي مع المدرب الجنوب إفريقي، موكوينا، في صفقة أثارت الكثير من الجدل والتساؤلات، ليس فقط بسبب قيمتها المالية، بل أيضاً لما تضمنه العقد من شروط دقيقة تربط بين الأداء والالتزامات المادية. ويتقاضى موكوينا راتباً شهرياً يصل إلى 40 مليون سنتيم، ما يعكس الثقة الكبيرة التي وضعتها إدارة الوداد في المدرب وقدرته على إعادة الفريق إلى الواجهة التنافسية.
لكن الأهم في هذه الصفقة هو الشرط الجزائي المدرج في العقد، والذي حُدد في 987 مليون سنتيم، أي ما يقارب مليار سنتيم، يجب دفعه في حال قرر أي من الطرفين فسخ التعاقد من جانب واحد. هذا المبلغ الكبير يعكس محاولة الطرفين تأمين نوع من الاستقرار وضمان استمرارية المشروع الرياضي، لكنه في الوقت نفسه يضع المدرب تحت ضغط كبير.
إلا أن العقد يتضمن أيضاً استثناءً جوهرياً يربط بين الأداء الرياضي والتزامات النادي المالية: ففي حال فشل موكوينا في إنهاء الموسم في المركز الثاني على الأقل في ترتيب الدوري، يحق للنادي فسخ التعاقد من دون دفع الشرط الجزائي، مع الاكتفاء بتسوية مستحقاته عن الفترة التي قضاها فقط.
هذا البند يوضح بجلاء أن إدارة الوداد تراهن على النتائج، وتربط الاستثمار الكبير في الجهاز الفني بمدى قدرته على المنافسة الحقيقية على الألقاب. فالمركز الثاني على أقل تقدير لا يعتبر طموحاً مبالغاً فيه بالنسبة لنادٍ من حجم الوداد، بل هو الحد الأدنى المقبول في موسم يسعى فيه النادي لاستعادة هيبته محلياً وقارياً.
يبقى السؤال المطروح: هل سينجح موكوينا في قيادة الوداد لتحقيق النتائج المرجوة والحفاظ على استقراره الفني، أم أن التحديات التي تحيط بالفريق ستجعل من هذا العقد قصة قصيرة تنتهي دون أن تبلغ فصولها الأخيرة؟