صفقة تاريخية تلوح في الأفق: مستثمر يقترب من الاستحواذ على 60% من أسهم شركة الرجاء مقابل 15 مليار سنتيم
في خطوة قد تُحدث تحولاً جذرياً في مسار نادي الرجاء الرياضي، أحد أبرز الأندية في تاريخ الكرة المغربية والأفريقية، أفادت مصادر موثوقة أن أحد المحتضنين يقترب من إتمام صفقة استحواذ على 60% من أسهم شركة الرجاء الرياضي، في مقابل مالي يناهز 15 مليار سنتيم. هذه الخطوة تُعد من أبرز التحركات الاستثمارية التي يعرفها النادي في السنوات الأخيرة، وقد تفتح الباب على مرحلة جديدة من الاحتراف والتمويل المستدام.
الرجاء بين التاريخ والتحول
الرجاء ليس مجرد نادٍ رياضي، بل هو كيان له بعد اجتماعي وثقافي، يمتد تأثيره إلى خارج حدود الملاعب. تاريخ النادي حافل بالألقاب المحلية والقارية، وجماهيره تُعد من الأكثر وفاءً وحضوراً على الساحة. غير أن السنوات الأخيرة عرفت تحديات مالية كبيرة، أثّرت على الأداء التقني والاستقرار الإداري. وبالتالي، فإن دخول مستثمر جديد بهذا الحجم يُمكن أن يُشكل نقطة تحوّل إيجابية، شريطة أن تُدار العملية بشفافية ووفق رؤية استراتيجية.
تفاصيل الصفقة وأبعادها الاقتصادية
الحديث عن مبلغ 15 مليار سنتيم مقابل 60% من الأسهم يعني تقييم الشركة المالكة للنادي بقيمة إجمالية تقارب 25 مليار سنتيم. هذا الرقم يُعتبر ضخماً مقارنةً بالسوق المحلية، ويعكس ثقة المستثمر في الإمكانيات التسويقية والرياضية للرجاء. من المتوقع أن تُستخدم هذه الموارد في:
- تسوية ديون النادي المتراكمة.
- الاستثمار في البنية التحتية، خاصة مركز التكوين.
- تعزيز التعاقدات مع لاعبين ذوي جودة عالية.
- تطوير منظومة التسويق الرقمي والتوسع في العلامة التجارية.
التأثير على البُنية الإدارية
التحول إلى شركة رياضية يحتّم تغييراً في آليات اتخاذ القرار داخل النادي، حيث يُفترض أن يُصبح المستثمر الجديد شريكاً أساسياً في صياغة التوجهات الكبرى، بما في ذلك التعاقدات، اختيارات المدربين، وحتى بعض الجوانب التنظيمية. التحدي الأكبر يتمثل في الحفاظ على هوية الرجاء التاريخية، مع دمجها في نموذج مؤسساتي احترافي لا يُقصي الجماهير ولا يفرّط في القيم الراسخة للنادي.
ردود فعل الجماهير والوسط الرياضي
الخبر أثار تفاعلاً واسعاً بين جماهير الرجاء، حيث عبّر البعض عن تفاؤله بالخطوة واعتبرها مدخلاً لاسترجاع هيبة النادي، في حين عبّر آخرون عن تخوفهم من تحوّل الرجاء إلى "شركة تجارية" تُدار بمنطق الربح فقط. في المقابل، رحّب خبراء في الاقتصاد الرياضي بالفكرة، معتبرين أن ضخّ رأسمال خاص هو السبيل الوحيد لضمان الاستمرارية والنجاعة التسييرية.
خاتمة: بين الترقب والطموح
إذا ما تمّت الصفقة فعلاً، فإن الرجاء الرياضي سيصبح أول نادٍ مغربي يدخل مرحلة "الاحتراف المالي الكامل" بشراكة بين القطاع الخاص والروح الجماهيرية. النجاح سيكون رهيناً بحسن التدبير والتواصل الفعّال مع مختلف مكونات النادي. وفي انتظار التفاصيل الرسمية، تبقى الأنظار مشدودة نحو "الستوري" القادم الذي قد يحمل أخباراً تاريخية لعشاق الفريق الأخضر.