شهدت الجولة الـ28 من البطولة الاحترافية "إنوي" لحظة مفصلية في صراع التتويج بلقب الدوري المغربي، بعد مباراة الكلاسيكو المرتقبة بين الجيش الملكي والوداد الرياضي، التي انتهت بنتيجة أعادت الحسابات وقلصت الفارق في النقاط بين المتصدر والملاحق، ورفعت من حدة التنافس على اللقب في الأمتار الأخيرة من الموسم.
المحور الأول: أجواء مباراة الكلاسيكو وقيمتها الفنية
احتضن ملعب المباراة واحدة من أقوى مواجهات الموسم، في كلاسيكو تقليدي له رمزية خاصة بين الجيش الملكي والوداد الرياضي. دخل الفريقان اللقاء بطموحات متباينة، فالجيش كان يهدف إلى تعزيز صدارته والاقتراب من التتويج، بينما كان الوداد يمني النفس بنتيجة إيجابية تُبقي على حظوظه قائمة في المنافسة.
اتسمت المباراة بالندية الكبيرة والحذر التكتيكي، مع لحظات مثيرة على امتداد دقائقها. أظهر الوداد شخصية قوية على أرضية الملعب، وتمكن من فرض أسلوب لعبه في فترات عدة، ما ساعده على تحقيق النتيجة التي سمحت له بتقليص الفارق.
المحور الثاني: تأثير النتيجة على سباق الصدارة
قبل انطلاق الجولة، كان الجيش الملكي يتصدر ترتيب البطولة بفارق مريح نوعاً ما، لكن نتيجة الكلاسيكو جاءت لتعيد الإثارة إلى قمة الترتيب. الوداد الرياضي، الذي عرف فترات من التذبذب هذا الموسم، عاد بقوة في الجولات الأخيرة، وأثبت أمام الجيش أنه لا يزال رقماً صعباً.
بهذه النتيجة، تقلص الفارق بين الفريقين، وهو ما يعني أن الجولتين القادمتين ستكونان حاسمتين بشكل كبير. الوداد بات مطالباً بتحقيق الفوز في كل مبارياته المتبقية وانتظار تعثر محتمل للجيش، بينما يسعى هذا الأخير لتفادي أي مفاجآت تطيح بحلمه في التتويج.
المحور الثالث: الترتيب الحالي وتوقعات الجولتين الأخيرتين
ترتيب البطولة بعد مباراة الكلاسيكو يشير إلى احتدام كبير في مقدمة الجدول، في ظل انتظار نتائج باقي مباريات الجولة 28. فرق مثل الرجاء ونهضة بركان قد تلعب دوراً في تحديد ملامح البطل، إما من خلال نتائجها المباشرة، أو من خلال عرقلتها لأحد المتنافسين.
الجيش الملكي يمتلك الأفضلية الحسابية، لكنه يواجه ضغطاً نفسياً متزايداً، خاصة وأن فقدانه لأي نقطة قد يُكلفه اللقب. في المقابل، يلعب الوداد بروح "الفرصة الأخيرة"، وهو ما قد يمنحه دافعاً إضافياً لتحقيق الانتصارات.
المحور الرابع: ردود الفعل والتصريحات بعد المباراة
ردود الفعل بعد الكلاسيكو كانت متباينة، فأنصار الوداد عبروا عن رضاهم الكبير، واعتبروا أن فريقهم أظهر شخصية البطل. أما جماهير الجيش، فعبرت عن قلقها من تراجع الأداء في مباراة حاسمة كهذه، ودعت المدرب واللاعبين للتركيز في ما تبقى من جولات.
على مستوى التصريحات الرسمية، حاول كلا المدربين التقليل من الضغط، حيث تحدث مدرب الجيش عن ضرورة مواصلة العمل، بينما أكد مدرب الوداد أن فريقه "عاد بقوة"، ولا يزال قادراً على صنع المفاجأة.
المحور الخامس: ماذا بعد؟ سيناريوهات نهاية البطولة
تبدو نهاية البطولة هذا الموسم مختلفة عن المواسم السابقة، حيث لا يزال الحسم معلقاً إلى آخر جولتين، وهو ما يزيد من إثارة المنافسة. هناك أكثر من سيناريو ممكن:
- إذا فاز الجيش بمبارياته المتبقية، سيتوج رسمياً باللقب.
- إذا تعثر الجيش ولو بتعادل، وفاز الوداد بجميع مبارياته، فقد يشهد الترتيب انقلاباً مثيراً في الجولة الأخيرة.
- تعادل الفريقان في عدد النقاط يفتح الباب أمام فارق الأهداف أو المواجهات المباشرة كمعايير لحسم اللقب، حسب النظام المعتمد
خاتمة
صراع اللقب في البطولة الاحترافية "إنوي" بات على صفيح ساخن، والوداد بإصراره قلّص الفارق وأعاد روح التحدي إلى المنافسة. الجيش الملكي لا يزال الأقرب نظرياً، لكن الضغط بات مضاعفاً. وبين الحسابات والتكتيك، تبقى كرة القدم المغربية على موعد مع نهاية مثيرة تستحق المتابعة.
هل نحن أمام موسم يُحسم في آخر دقيقة؟ كل الاحتمالات واردة.