هوغو بروس يرفض مواجهة المغرب وديًا: قرار أم هروب

هوغو بروس يرفض مواجهة المغرب وديًا: قرار أم هروب؟



 خطوة أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط الكروية الإفريقية، أكّد هوغو بروس، المدير الفني لمنتخب جنوب إفريقيا، أنه رفض دعوة رسمية من الاتحاد المغربي لكرة القدم لإجراء مباراة ودية بين "البافانا بافانا" و"أسود الأطلس". وبرر بروس قراره بتخوفه من "هزيمة ثقيلة" قد يتلقاها فريقه بسبب غياب العديد من لاعبيه المرتبطين بالمشاركة في كأس العالم للأندية، كما حصل سابقًا في المباراة التي خسرها أمام فرنسا بخماسية نظيفة.

قرار يطرح أكثر من علامة استفهام

أن ترفض منتخبات إفريقية إجراء مباريات ودية أمر ليس جديدًا، لكن أن يأتي الرفض مبررًا بالخوف من هزيمة ثقيلة، فهو ما يضع قرار بروس تحت المجهر. ففي عالم كرة القدم، تُعد المباريات الودية فرصة لتقييم الأداء، وتجريب الخطط، واكتساب التجربة أمام كبار المنتخبات. فهل يعقل أن يُفوّت مدرب بحجم بروس هذه الفرصة الثمينة لمجرد الخوف من الخسارة؟

المنتخب المغربي: قفزة نوعية وهيبة قارية

من جهة أخرى، يكشف تصريح بروس عن واقع جديد يعيشه المنتخب المغربي، الذي بات يُنظر إليه كقوة كروية صاعدة لا يمكن الاستهانة بها. فبعد الأداء التاريخي في مونديال قطر 2022، وبلوغه نصف النهائي كأول منتخب إفريقي وعربي يحقق هذا الإنجاز، بات "أسود الأطلس" مصدر قلق للعديد من المنتخبات، حتى في المباريات الودية!

هيبة المغرب اليوم تتجسّد ليس فقط في نتائجه، بل أيضًا في مستوى لاعبيه المنتشرين في أقوى الأندية الأوروبية، وانضباطهم التكتيكي، وقوة مدربهم وليد الركراكي الذي خلق توليفة متماسكة تتقن اللعب تحت الضغط.

جنوب إفريقيا: حسابات داخلية وخوف من الانهيار النفسي

إذا نظرنا للأمر من زاوية أخرى، فقد يكون بروس قرأ المشهد بشكل مختلف، وفضّل حماية لاعبيه من "صدمة معنوية" قد تترك أثرًا سلبيًا قبل الاستحقاقات الرسمية. فالخسارة الثقيلة أمام فرنسا لا تزال حديثة العهد، ولا شك أن الفريق بحاجة إلى إعادة بناء الثقة وليس نسف ما تبقى منها أمام منتخب مثل المغرب في ظل غيابات مؤثرة.

لكن حتى في هذا السياق، يُطرح السؤال: أليست المواجهة مع الكبار، ولو في أصعب الظروف، هي السبيل الوحيد للنضج الكروي؟ ألا يُفترض أن يواجه المدرب مثل هذه التحديات لا أن يهرب منها؟

رسالة ضمنية لباقي المنتخبات الإفريقية

قرار بروس يحمل في طياته رسالة غير مباشرة: منتخب المغرب لم يعد خصمًا تقليديًا. إنه منتخب يُحسب له ألف حساب، حتى في مباراة ودية. وهذا بحد ذاته يُعد انتصارًا معنويًا لكرة القدم المغربية، ودليلاً على أن المشروع الرياضي الذي تبنّته المملكة في السنوات الأخيرة بدأ يؤتي ثماره.

خلاصة: كرة القدم تُلعب بالشجاعة قبل التكتيك

في النهاية، قد يكون لبروس مبرراته الفنية والمهنية، لكن كرة القدم لا تعترف بالخوف. المنتخبات التي تطمح للعلو لا تختار خصومها، بل تواجه من هو أقوى منها لتتعلم، وتخسر لتتطور، وتنهزم لتنهض. أما من يخاف من الهزيمة، فلن يعرف أبدًا طعم الانتصار الحقيقي.


إرسال تعليق

أحدث أقدم