عيد الأضحى في المغرب: نفحات روحانية وقرارات حكومية تعكس البعد الاجتماعي

عيد الأضحى في المغرب: نفحات روحانية وقرارات حكومية تعكس البعد الاجتماعي

بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، الذي يصادف هذه السنة يوم السبت 7 يونيو 2025، الموافق لـ10 ذي الحجة 1446 هـ، أعلنت رئاسة الحكومة المغربية قرارًا يقضي بتعطيل العمل، بصفة استثنائية، يوم الإثنين 9 يونيو 2025، في إدارات الدولة والجماعات الترابية. يأتي هذا القرار في إطار مراعاة الأبعاد الاجتماعية والإنسانية لهذه المناسبة الدينية الجليلة، وعملاً بمقتضيات المادة الثالثة من المرسوم رقم 2.05.916 الصادر في 13 جمادى الآخرة 1426 (20 يوليو 2005)، كما تم تغييره وتتميمه.

عيد الأضحى: أكثر من مجرد طقس ديني

عيد الأضحى، أو "العيد الكبير" كما يحلو للمغاربة تسميته، ليس مجرد مناسبة دينية يؤدى فيها المسلمون شعيرة الأضحية فقط، بل هو حدث سنوي يحمل دلالات روحية، اجتماعية واقتصادية عميقة. ففي هذا العيد، تتجدد قيم التضامن، والتكافل، وصلة الرحم، كما تُبعث من جديد روح الرحمة والتقوى التي يغرسها الإسلام في قلوب المؤمنين.

القرار الحكومي: قراءة في البعد الاجتماعي والإنساني

قرار الحكومة بمنح يوم عطلة إضافي استثنائي يوم الإثنين 9 يونيو، يعكس وعياً عميقاً بأهمية تيسير ظروف المواطنين وتمكينهم من قضاء هذه المناسبة في ظروف مناسبة مع أسرهم، لاسيما في ظل ما تتطلبه هذه الأيام من تحضيرات واستعدادات مسبقة ومتواصلة. العيد، وإن كان مناسبة دينية، إلا أنه يمتد ليصبح ظرفًا إنسانيًا واجتماعيًا بامتياز، يفرض منطق العناية بالأسرة، والتخطيط للسفر، وتنظيم الزيارات، وهي جوانب تستدعي مرونة في الإدارة وقرارات تراعي نبض المجتمع.

انعكاسات اقتصادية وثقافية للعيد

عيد الأضحى يشكل أيضاً موسمًا اقتصادياً حيويًا، حيث تنتعش الأسواق المحلية بحركية ملحوظة، ويزداد الإقبال على شراء الأضاحي ومستلزمات العيد. وهذا الحراك لا يقتصر على الجانب الاستهلاكي فحسب، بل يشمل كذلك قطاعات موازية كالنقل، والخدمات، والتجارة التقليدية. كما يُبرز العيد مظاهر ثقافية متجذرة في المجتمع المغربي من خلال طقوس الذبح، وتحضير الأطعمة التقليدية، واللباس المغربي الأصيل.

عيد الأضحى والهوية المغربية

في كل عام، يعيد العيد تأكيد البعد الهوياتي العميق للمغاربة، من خلال الحفاظ على عادات متوارثة، وتجسيد قيم الإحسان والرحمة والكرم. ومن هذا المنظور، فإن دعم الحكومة لهذه القيم من خلال تيسير ظروف العيد عبر منح عطلة إضافية، يُعدُّ انسجامًا مع روح الدستور المغربي الذي يجعل من النسيج الاجتماعي والثقافي ركيزة أساسية للتنمية البشرية.

إن قرار الحكومة المغربية بمنح عطلة استثنائية بمناسبة عيد الأضحى ليس مجرد إجراء إداري، بل هو تعبير عن تقدير الدولة لهذه الشعيرة العظيمة ومكانتها في وجدان الشعب. وبين نفحات الروحانية وعبق التقاليد المغربية الأصيلة، يبقى عيد الأضحى مناسبة متجددة لترسيخ أواصر المحبة والتراحم بين أفراد المجتمع، وتجديد صلة الإنسان بخالقه وبذويه في آن واحد.


إرسال تعليق

أحدث أقدم