إحباط محاولة كبرى لتهريب المخدرات بشاطئ "لا سورس" بتغازوت: ضربة موجعة لشبكات التهريب الدولي

إحباط محاولة كبرى لتهريب المخدرات بشاطئ "لا سورس" بتغازوت: ضربة موجعة لشبكات التهريب الدولي


في عملية نوعية تُحسب لعناصر الدرك الملكي، تم فجر اليوم إحباط واحدة من أكبر محاولات تهريب المخدرات على مستوى الساحل الأطلسي المغربي، وتحديداً بشاطئ "لا سورس" التابع لجماعة تغازوت ضواحي أكادير.

العملية التي نُفذت بدقة عالية، أسفرت عن توقيف خمسة أشخاص يُشتبه في ارتباطهم بشبكة دولية تنشط في تهريب المخدرات، كما تم حجز شاحنة ضخمة كانت محملة بـ83 رزمة من مخدر الشيرا، بلغ وزنها الإجمالي حوالي 3.5 أطنان، وهو رقم يُظهر حجم العملية وخطورتها.

ولم تقف العملية عند هذا الحد، بل مكّنت أيضاً من ضبط سيارة خفيفة، وقارب مطاطي مجهز بمحرك بحري، ما يؤكد فرضية الإعداد لعملية تهريب عبر المسالك البحرية في اتجاه الضفة الأوروبية. ويفتح هذا المعطى الباب أمام احتمال تورط جهات خارجية وتنظيمات عابرة للحدود في تنسيق هذه العملية.

تغازوت، القرية السياحية الهادئة، تتحول إلى ساحة معركة أمنية ضد الجريمة المنظمة

ما يثير الانتباه هو أن هذه العملية تمت في قلب منطقة سياحية تُعرف بهدوئها وجمالها الطبيعي، حيث يُعتبر شاطئ "لا سورس" وجهة مفضلة لراكبي الأمواج وعشاق الطبيعة. إلا أن محاولات كهذه تُعيد طرح تساؤلات جدية حول سعي شبكات التهريب لاستغلال المواقع السياحية الهادئة كنقاط انطلاق لأنشطتها الإجرامية، بعيدًا عن أعين الرقابة.

رسالة واضحة من السلطات: لا تساهل مع مافيا المخدرات

هذه الضربة الجديدة تأتي في إطار الاستراتيجية الوطنية لمحاربة شبكات الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات، والتي تعتمد على الضربات الاستباقية وتكثيف عمليات المراقبة على طول السواحل المغربية. ويبدو أن التنسيق الاستخباراتي والتقني بين مختلف الأجهزة الأمنية قد بدأ يؤتي أكله، في ظل تصاعد المحاولات اليائسة لشبكات التهريب التي تسعى إلى تهريب كميات ضخمة من الشيرا نحو أوروبا.

التحقيقات متواصلة لكشف خيوط الشبكة

ووفق مصادر مطلعة، فقد تم فتح تحقيق قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة لتحديد كافة المتورطين في هذه الشبكة، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، مع التركيز على تحديد الجهات الممولة والمستفيدة من هذا النشاط الإجرامي.

مرة أخرى، يُثبت المغرب أنه ليس فقط سدًا منيعًا في وجه تجارة المخدرات، بل أيضًا فاعلًا أمنيًا إقليميًا يسعى لتجفيف منابع التهريب وحماية شبابه وحدوده من السموم العابرة للقارات. والرسالة واضحة: لا مكان للجريمة مهما حاولت أن تتخفى وراء جمال الطبيعة أو هدوء الشواطئ.

إرسال تعليق

أحدث أقدم