الملك محمد السادس يعين ولاة وعمالًا جددا بالإدارة الترابية والمركزية: تجديد الكفاءات ورهان الحكامة

الملك محمد السادس يعين ولاة وعمالًا جددا بالإدارة الترابية والمركزية: تجديد الكفاءات ورهان الحكامة

في خطوة جديدة تعكس حرصه الدائم على تحديث الإدارة وتعزيز نجاعة التدبير الترابي، استقبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، يوم السبت بالقصر الملكي بالرباط، عددا من الولاة والعمال الجدد المعيّنين بمختلف جهات وأقاليم المملكة، سواء في الإدارة الترابية أو المركزية.

هذا الاستقبال الملكي يأتي في سياق دينامية مستمرة تهدف إلى ضخ دماء جديدة في أجهزة الدولة الترابية، وتكريس مبادئ الحكامة الجيدة، وربط المسؤولية بالمحاسبة، وفق رؤية ملكية استشرافية ترى في الإدارة العمومية ركيزة أساسية لتحديث الدولة وخدمة المواطن.

تجديد النخب وتعزيز القرب

التعيينات الجديدة تعكس بوضوح إرادة ملكية لتعزيز سياسة القرب، من خلال اختيار كفاءات مشهود لها بالخبرة والانضباط الإداري، قادرة على مواكبة التحولات المتسارعة التي تعرفها المملكة، سواء على مستوى الأوراش التنموية الكبرى أو التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تفرض سرعة ومرونة في التفاعل.

كما تندرج هذه الخطوة في إطار إعادة الانتشار الإداري الذي يهدف إلى ضمان الانسجام والنجاعة في أداء المهام، لا سيما على مستوى تتبع تنفيذ المشاريع الملكية، والإنصات لانشغالات المواطنين، وتحقيق العدالة المجالية بين مختلف جهات المغرب.

الإدارة الترابية: صمام أمان التنمية

لم تعد مهمة الولاة والعمال تقتصر فقط على الجوانب الأمنية أو التنظيمية، بل باتت تشمل اليوم أدوارًا استراتيجية في قيادة التنمية المجالية، وإيجاد حلول مبتكرة لمشاكل التعمير، والهشاشة، وتدبير الموارد الطبيعية، فضلا عن التنسيق بين مختلف الفاعلين في الميدان.

ومن هنا تبرز أهمية التعيينات الملكية الأخيرة، التي راهنت على خبرات متنوعة قادرة على فهم خصوصيات كل جهة أو إقليم، بما يضمن تنزيل أمثل للنموذج التنموي الجديد الذي يجعل من الإنسان محور كل السياسات العمومية.

رؤية ملكية لإدارة حديثة وفعالة

منذ اعتلائه عرش المملكة، جعل جلالة الملك محمد السادس من إصلاح الإدارة وتعزيز فعاليتها أحد المحاور الجوهرية في خطبه وتوجيهاته. وقد أكد مرارًا على ضرورة القطع مع العقليات التقليدية، واعتماد منطق الكفاءة والالتزام بدل الولاءات.

التعيينات الجديدة إذن لا تخرج عن هذا الإطار، بل تجسد هذا النفس الإصلاحي الذي يستحضر رهانات المرحلة المقبلة، والتي تفرض إدارة ترابية أكثر يقظة، وأقرب إلى المواطن، وقادرة على تحقيق التوازن بين متطلبات التنمية وتحديات الواقع.

خلاصة

التعيينات الملكية للولاة والعمال الجدد ليست مجرد حركية إدارية، بل هي رسالة قوية تؤكد أن الإدارة المغربية مقبلة على مرحلة جديدة من الكفاءة والابتكار والالتزام. مرحلة عنوانها "الفعالية في خدمة المواطن"، وروحها "المسؤولية من أجل الوطن". وهي بلا شك خطوة أخرى نحو مغرب أكثر عدالة، وأكثر جاهزية لمواجهة تحديات الحاضر وصناعة مستقبل مشرق.

إرسال تعليق

أحدث أقدم