مأساة في دوار حداقة: لدغة أفعى تودي بحياة فلاح خلال دفاعه عن دجاجه

مأساة في دوار حداقة: لدغة أفعى تودي بحياة فلاح خلال دفاعه عن دجاجه

في مشهد مؤلم هزّ مشاعر ساكنة دوار حداقة، التابع لجماعة تمروت بإقليم شفشاون، لقي فلاح متزوج مصرعه إثر تعرضه للدغة أفعى سامة أثناء محاولته حماية دجاجه من هجوم مفاجئ. الحادث، الذي وقع في لحظة غير متوقعة، كشف عن حجم المخاطر التي تحيط بسكان القرى الجبلية، والتي يواجهونها يوميًا في صمت، بعيدًا عن الأضواء.

بطل مأساوي في وجه الخطر

بحس الأبوة والغيرة على ماشيته، لم يتردد الضحية في مواجهة الخطر حين رأى أفعى تتسلل نحو قن الدجاج، مهددة مصدر رزق بسيط تعيش عليه أسرته. دون تفكير، اندفع الفلاح لردع الأفعى، لكن القدر كان أسرع. لدغة غادرة سرت سمومها في جسده وأردته قتيلاً، رغم محاولات الإسعاف المتأخرة.

الواقع الصعب في القرى الجبلية

ما حدث ليس حادثًا معزولًا، بل يكشف عن واقع يومي يعيشه سكان المناطق الجبلية النائية، حيث يختلط الكفاح من أجل لقمة العيش بالخطر الداهم من الطبيعة. في ظل غياب وسائل الحماية الأساسية والخدمات الصحية القريبة، تصبح حياة الفلاحين رهينة الأقدار، معرضة للموت من لدغة، أو السقوط من منحدر، أو حتى البرد القارس.

دوار حداقة، كغيره من دواوير جماعة تمروت، يعاني من الهشاشة المعيشية، وغياب البنية التحتية، ونقص في التوعية البيئية. فكم من ضحية أخرى تنتظر؟ وكم من مأساة يجب أن تحدث قبل أن يُلتفت إلى هذه المناطق التي تبدو خارج الزمن؟

دعوة إلى التحرك

الحادث المأساوي ينبغي أن يكون جرس إنذار للمسؤولين والهيئات المعنية بضرورة التحرك الفوري، سواء عبر حملات توعية بخطورة الثعابين وطرق الوقاية منها، أو بتوفير المصل المضاد للسم في المراكز الصحية القريبة. كما يستدعي إعادة النظر في الظروف التي يعيشها الفلاحون، فهم ليسوا فقط عُمّال أرض بل أعمدة الأمن الغذائي للبلاد.

الوفاء لضحايا الصمت

في النهاية، يبقى الفلاح الراحل مثالاً للبسالة في وجه الخطر، ودليلًا على أن التضحية لا تكون دائمًا في ميادين الحرب، بل أحيانًا في حقل بسيط، أو أثناء حماية دجاجة. وقد يكون أقل ما يمكن فعله هو تكريم ذكراه بإصلاح الواقع الذي مات فيه، حتى لا تتكرر المأساة مع آخرين.

رحم الله الفلاح وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه الصبر والسلوان، وجعل من قصته منبهًا لنا جميعًا لنعيد التفكير في أولوياتنا كأمة، لا تترك أبناءها يواجهون الموت وحدهم.

إرسال تعليق

أحدث أقدم