ارتفاع أسعار لحم الغنم يشعل الجدل قبيل عيد الأضحى
اقتراب عيد الأضحى المبارك، يشهد سوق اللحوم في مختلف المدن المغربية ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار لحم الغنم، حيث بلغ سعر الكيلوغرام في بعض المناطق أكثر من 130 درهماً، وسط توقعات بمزيد من الارتفاع خلال الأيام القليلة المقبلة. هذا الوضع أثار جدلاً واسعاً بين المواطنين، الذين وجدوا أنفسهم أمام تحديات مالية كبيرة لاقتناء أضحية العيد، في ظل أوضاع اقتصادية صعبة يعيشها كثير من الأسر.غلاء متواصل يثقل كاهل المواطنين
لا يخفى على أحد أن مناسبة عيد الأضحى تمثل لدى المغاربة محطة دينية واجتماعية لها طابع خاص، إلا أن الفرحة باتت مشوبة بالقلق نتيجة الأسعار المرتفعة التي أصبح معها توفير الأضحية حلماً بعيد المنال لكثير من المواطنين، لا سيما ذوي الدخل المحدود.
يقول أحد المواطنين من مدينة الدار البيضاء: "كل عام ترتفع الأسعار، لكن هذا العام وصل الأمر إلى حد لا يطاق، كيف يمكن لموظف بسيط أن يشتري أضحية بثمن قد يتجاوز راتبه الشهري؟".
تفاوت الأسعار بين المدن
في جولة استطلاعية بعدة أسواق محلية، لوحظ تفاوت واضح في أسعار لحم الغنم بين مدينة وأخرى. فبينما سجل سعر الكيلوغرام 130 درهماً في مدن كبرى كالرباط ومراكش، تجاوز في مدن أخرى حاجز 140 درهماً، وسط غياب مراقبة صارمة للأسواق واحتكار من طرف بعض الوسطاء والمضاربين.
وتحدث بعض المهنيين عن نقص في العرض هذا العام نتيجة عوامل عدة، أبرزها الجفاف، وارتفاع كلفة الأعلاف، ما ساهم في رفع التكلفة على المربين، وانعكس مباشرة على المستهلك.
المواطن بين ضرورة دينية وضغط اقتصادي
يعيش المواطن المغربي في حيرة من أمره بين رغبته في إحياء سنة نبوية مؤصلة، وبين واقعه الاقتصادي المرهق، حيث يجد البعض أنفسهم مضطرين إلى الاستدانة أو التخلي عن شراء الأضحية، وهو قرار صعب في مجتمع يربط بين مظاهر العيد وقيمة التضحية.
دعوات للتدخل والمراقبة
أمام هذا الوضع، ارتفعت الأصوات المطالبة بتدخل الجهات المعنية، من أجل تنظيم السوق، ودعم الفلاحين والمربين الصغار، وتشديد المراقبة على الوسطاء. كما نادى مواطنون بضرورة تفعيل آليات الدعم المباشر للأسر الفقيرة، حتى لا يتحول العيد إلى مناسبة تعمق الفوارق الاجتماعية بدل أن تجمع القلوب.
خلاصة
لا شك أن غلاء أسعار لحم الغنم هذه السنة وضع الأسر المغربية أمام معادلة معقدة تجمع بين الإيمان والمادة. وبينما تتجه الأنظار نحو تطورات السوق في الأيام القادمة، تبقى الآمال معلقة على انفراج قريب يعيد للعيد بهجته، وللمواطن كرامته، في ظل احترام القدرة الشرائية لجميع الفئات.
فكم بلغ ثمن الكيلوغرام في مدينتك؟ وهل ترى أن الأضحية أصبحت عبئاً أكثر من كونها شعيرة؟