حادثة سير مأساوية بين السمارة وطانطان تعيد إلى الواجهة هواجس السلامة الطرقية بالصحراء المغربية

 حادثة سير مأساوية بين السمارة وطانطان تعيد إلى الواجهة هواجس السلامة الطرقية بالصحراء المغربية

في مشهد مؤلم هزّ الرأي العام المحلي، وقعت مساء اليوم حادثة سير خطيرة على مستوى منطقة رأس الخنفرة، الواقعة على بعد 90 كيلومتراً من مدينة السمارة في اتجاه طانطان. الحادثة التي خلفت وفاة شاب على الفور وإصابة آخر بجروح متفاوتة الخطورة، تضع من جديد علامات استفهام حول وضعية السلامة الطرقية في الأقاليم الجنوبية، خاصة على المحاور النائية والصحراوية.

🔍 تفاصيل الحادثة

وحسب المعطيات الأولية، فإن الحادث وقع نتيجة انقلاب سيارة كانت قادمة من مدينة مكناس، على متنها مجموعة من الشباب في طريقهم نحو الجنوب. وبحسب نفس المصادر، فقد توفي أحدهم على الفور في مكان الحادث، بينما أصيب آخر إصابة خفيفة لحسن الحظ، وتم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي بالسمارة لتلقي العلاجات الضرورية.

🚑 تدخل سريع للمصالح الأمنية

الحادثة استنفرت مختلف الأجهزة المعنية، حيث حلت عناصر الدرك الملكي والوقاية المدنية بعين المكان فور التوصل بالخبر، وقامت بتأمين محيط الحادث وتنظيم حركة المرور، إلى جانب نقل جثة الضحية إلى مستودع الأموات والمصاب إلى المستشفى.

⚠️ طريق محفوفة بالمخاطر

الطريق الرابطة بين السمارة وطانطان تُعدّ من الطرق الصحراوية الشبه معزولة، والتي تعرف مروراً محدوداً لحركة السير، لكنها في نفس الوقت تشكل صلة وصل حيوية بين مناطق الشمال والجنوب. ويُجمع السائقون على أنها طريق محفوفة بالمخاطر بسبب كثرة المنعرجات، وغياب الإنارة الكافية، وضعف البنية التحتية، إضافة إلى الإهمال المتكرر للصيانة.

🧭 دعوات للتدخل العاجل

الحادثة المؤلمة جددت الدعوات من قبل نشطاء المجتمع المدني والساكنة المحلية إلى الجهات المختصة من أجل:

  • إعادة تأهيل الطريق وتوسعتها بما يتلاءم مع المعايير الوطنية للسلامة الطرقية.
  • تكثيف الحملات التحسيسية حول مخاطر السياقة في المناطق الصحراوية، خاصة ليلاً.
  • تعزيز التغطية الأمنية والرقابة المرورية عبر الدوريات المنتظمة، خصوصاً في الفترات التي تعرف حركة سفر مكثفة.
  • 💬 شهادات ومواقف

في حديث لـ "يوميا"، عبّر أحد سكان المنطقة عن حزنه الشديد، قائلاً:
"نعيش هذه المآسي كل سنة، والطريق بين السمارة وطانطان صارت مقبرة مفتوحة تنتظر ضحايا جدد... نطالب بربط حقيقي بين المركز والهامش، بين المدينة والإنسان الصحراوي المنسي." 

ليست هذه الحادثة الأولى من نوعها، وربما لن تكون الأخيرة إذا استمر الوضع على ما هو عليه. إنها دعوة للتفكير بعمق في منظومة السلامة الطرقية، ليس فقط في المراكز الحضرية الكبرى، بل أيضاً في تلك المناطق المنسية الممتدة في عمق الجنوب المغربي. فالحياة الكريمة لا تُختزل في البقاء فقط، بل في الحق في التنقل الآمن أيضاً.


إرسال تعليق

أحدث أقدم