العرائش هذا المساء.. غضب شعبي واحتجاجات بسبب سوء التسيير الجماعي ومشروع "الشرفة الأطلسية"
شهدت مدينة العرائش، مساء اليوم، خروج العشرات من المواطنين في وقفة احتجاجية عارمة، عبّروا خلالها عن سخطهم المتزايد تجاه ما وصفوه بـ"سوء التسيير الجماعي" الذي تعرفه المدينة في السنوات الأخيرة. وتأتي هذه الخطوة التصعيدية كنتيجة مباشرة لتراكم الاختلالات في تدبير الشأن المحلي، والتي تجلت بوضوح في ما أصبح يعرف بفضيحة "الشرفة الأطلسية".
مشروع الشرفة الأطلسية.. حلم تحول إلى كابوس
مشروع "الشرفة الأطلسية"، الذي كان يُفترض أن يكون واجهة حضرية ساحرة ومتنفساً بيئياً وسياحياً لأهل العرائش وزوارها، تحول في نظر المحتجين إلى عنوان للفشل والتلاعب والارتجال. إذ عبّر المواطنون عن خيبة أملهم العميقة من التوقف المتكرر للأشغال، وسوء الجودة في ما أُنجز منها، ناهيك عن غياب رؤية شاملة تؤسس لتثمين الموقع الاستراتيجي للمشروع المطل على الواجهة الأطلسية.
وأثارت الطريقة التي تم بها إطلاق المشروع الكثير من علامات الاستفهام، خاصة في ما يتعلق بالصفقات العمومية، والجهات المشرفة، والرقابة المفترضة على الإنجاز. وقد وصف بعض المواطنين "الشرفة الأطلسية" بأنها تحولت من "واجهة بحرية" إلى "واجهة للإهمال".
مطالب الساكنة: محاسبة ومراجعة شاملة
رفع المحتجون شعارات قوية تطالب بالمساءلة والمحاسبة، معتبرين أن صبرهم قد نفد أمام صمت الجهات المسؤولة وتماهي المجلس الجماعي مع واقع الإهمال. وطالبوا بإيفاد لجان تفتيش مركزية للوقوف على مكامن الخلل، وإعادة النظر في تركيبة المجلس الجماعي، الذي يرونه عاجزاً عن مواكبة تطلعات الساكنة، بل وحتى التواصل معهم في حدّه الأدنى.
تدهور البنية التحتية وخدمات النظافة والنقل
لم يكن مشروع "الشرفة الأطلسية" النقطة الوحيدة التي فجّرت غضب الساكنة. بل أكد العديد من المشاركين في الوقفة أن المدينة تعاني من تدهور عام في البنية التحتية، وانتشار الأزبال، وتعطل الإنارة العمومية، وتردي خدمات النقل العمومي، فضلاً عن غياب أي رؤية تنموية واضحة تليق بمدينة بحجم العرائش، بتاريخها العريق وموقعها الجغرافي المتميز.
هل تتحرك الجهات الوصية؟
في ظل هذه الاحتجاجات، يتساءل الرأي العام المحلي عن موقف سلطات العمالة والجهات الوصية على الجماعات الترابية. هل ستبقى متفرجة على تدهور الوضع؟ أم أن هذه التحركات الشعبية ستدفعها للتدخل العاجل من أجل إعادة توجيه بوصلة التنمية في المدينة؟
الختام
العرائش اليوم ليست فقط مدينة تحتج، بل هي مدينة تطالب بحقها في التسيير النزيه، في الحكامة الجيدة، وفي التنمية المتوازنة. صوت الشارع بات أقوى من أي وقت مضى، ورسالة الساكنة وصلت: كفى من الوعود، آن الأوان للأفعال.