بحيرة الألفة بالدار البيضاء.. ميلاد جديد لفضاء بيئي وترفيهي في قلب حي الحسني
تشارف أشغال إعادة تأهيل وتهيئة الفضاء الطبيعي لبحيرة الألفة على نهايتها، بعد أن قطعت أشواطًا متقدمة في الأشغال التي دامت 23 شهرًا، بغلاف مالي قدره 13 مليون درهم. هذا المشروع الطموح لا يُعد مجرد ورش للبنية التحتية، بل يحمل في طياته رؤية بيئية وتنموية شاملة تهدف إلى إعادة ربط الإنسان بالطبيعة، خصوصًا في مدينة تعيش إيقاعًا حضريًا متسارعًا مثل الدار البيضاء.
تحول نوعي في قلب حي الحسني
يمثل هذا المشروع إضافة نوعية لحي الحسني، أحد أكبر أحياء العاصمة الاقتصادية. فلطالما كانت بحيرة الألفة فضاء مهمشًا ومهملًا، إلا أن التهيئة الجديدة أعادت إليه الحياة، وأعادت تشكيله كمتنفس طبيعي وترفيهي مفتوح في وجه السكان والزوار. التحول الحاصل لا يقتصر فقط على إعادة تأهيل البحيرة، بل يشمل أيضًا إحداث مساحات خضراء، ممرات للمشاة، فضاءات للرياضة، وأماكن للجلوس والاستجمام، مما يخلق توازنًا بين البيئة والمدينة.
بعد بيئي مستدام
هذا المشروع يعكس أيضًا توجها متزايدًا نحو التنمية الحضرية المستدامة، وهو ما يتماشى مع الرؤية الوطنية للبيئة والتغير المناخي. فتأهيل بحيرة الألفة لا يهدف فقط إلى الجماليات أو الترفيه، بل يندرج ضمن استراتيجية أوسع لتحسين جودة الهواء، حماية التنوع البيولوجي، وتقوية علاقة المواطن بالموارد الطبيعية.
أبعاد اجتماعية واقتصادية
من المنتظر أن يخلق هذا الفضاء الجديد دينامية اجتماعية واقتصادية محلية، حيث سيوفر فرص عمل مرتبطة بالصيانة والخدمات، ويُنشّط الحركة التجارية والسياحية داخل الحي. كما يشكل فرصة ذهبية لإعادة رسم ملامح التعايش بين الأحياء السكنية والمجالات الطبيعية، بما يُعزز من الانتماء المجالي لدى السكان، خاصة الشباب والأطفال.
نحو مدينة متصالحة مع بيئتها
إعادة تأهيل بحيرة الألفة ليست فقط إنجازًا بيئيًا، بل أيضًا رمزًا لمدينة تتغير وتعيد اكتشاف ذاتها. ففي زمن الإسمنت والتوسع العمراني، يبرز هذا المشروع كتجسيد لإرادة حقيقية في بناء مدينة أكثر توازنًا، تحتضن بيئتها وسكانها في آن واحد.
وبينما تُشارف الأشغال على نهايتها، يتطلع سكان حي الحسني وعموم البيضاويين إلى افتتاح رسمي لهذا الفضاء الذي طال انتظاره. وسيشكل لا محالة نموذجًا يحتذى به في تدبير المجال البيئي الحضري في باقي مدن المملكة.
#حي_الحسني #الدار_البيضاء #بحيرة_الألفة #البيئة_والتنمية #الفضاءات_الخضراء #Building_Morocco #Casablanca #2M