تفكيك خليتين إرهابيتين بالمغرب: إحباط مخطط خطير ووشيك
في ضربة استباقية جديدة ضد الإرهاب، تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية من تفكيك خليتين إرهابيتين في كل من مدينة تامسنا ونواحي بوذنيب، كانتا تخططان لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف أمن واستقرار المغرب. وأوضح مدير المكتب، حبوب الشرقاوي، خلال ندوة صحافية، أن العملية الأمنية جاءت بعد تحريات دقيقة استمرت نحو سنة، وأسفرت عن توقيف جميع المتورطين في المشروع الإرهابي الذي حمل اسم "أسود الخلافة بالمغرب الأقصى".
مشروع إرهابي خطير بتمويل وتخطيط خارجي
أبرزت التحقيقات أن المخطط الإرهابي كان بدعم وتوجيه من عبد الرحمان الصحراوي، أحد القياديين البارزين في تنظيم "داعش" والمقيم في ليبيا. وقد تم تزويد أعضاء الخليتين بالسلاح والمعدات اللوجستية لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف منشآت حساسة ومناطق استراتيجية داخل المملكة.
وأشار الشرقاوي إلى أن العناصر الإرهابية قامت بعمليات استطلاعية لتحديد المواقع المستهدفة، مستفيدة من تقنيات حديثة، بما في ذلك تحديد المواقع عبر الأقمار الاصطناعية والإحداثيات الجغرافية، وهو ما يكشف مدى تطور أساليب التنظيمات الإرهابية في التخطيط لعملياتها.
عملية أمنية دقيقة وإحباط المخطط في مهده
استغرقت عملية الرصد والتحليل الأمني لهذه الخلايا أكثر من عام، حيث تم جمع المعلومات اللازمة حول تحركات المشتبه بهم واتصالاتهم الداخلية والخارجية. وقد مكّنت الخبرة التقنية، إلى جانب استخدام المعطيات الجغرافية، من تحديد مواقع تخزين المعدات والأسلحة، مما سهل تنفيذ التدخل الأمني الناجح.
وأسفرت العملية عن توقيف جميع أعضاء الخليتين، وضبط أدوات وأسلحة كانت معدّة للاستخدام، ما يعكس جدية التهديد الذي كان يشكله هذا المخطط الإرهابي.
التزام المغرب بمكافحة الإرهاب
يواصل المغرب، عبر أجهزته الأمنية، سياسته الاستباقية في مكافحة الإرهاب، معتمداً على مقاربة تجمع بين الجهود الأمنية، والتعاون الدولي، والاستراتيجيات الوقائية الرامية إلى تجفيف منابع التطرف. وقد نجحت المملكة خلال السنوات الأخيرة في تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية، وإحباط مخططات تستهدف الأمن القومي، وهو ما يعزز مكانتها كنموذج إقليمي في محاربة الإرهاب.
ختامًا
يؤكد تفكيك هاتين الخليتين من جديد خطورة التهديدات الإرهابية التي لا تزال قائمة، رغم تراجع نفوذ التنظيمات المتطرفة. كما يبرز الدور الحاسم للأجهزة الأمنية في التصدي لهذه المخططات وحماية استقرار البلاد. ويظل التعاون الإقليمي والدولي مفتاحًا رئيسيًا لتعزيز جهود مكافحة الإرهاب ومنع التنظيمات المتطرفة من إعادة التمركز أو تنفيذ عملياتها التخريبية.