عبد الإله صاحب السردين: قصة شاب تحدى الغلاء من أجل الفقراء

عبد الإله صاحب السردين: قصة شاب تحدى الغلاء من أجل الفقراء

في أول خروج إعلامي له، كشف الشاب عبد الإله، المعروف بلقب "صاحب السردين"، عن تفاصيل رحلته في عالم تجارة السمك، والتي أصبحت حديث الشارع المغربي. استطاع هذا الشاب أن يلفت الأنظار بأسعاره الاستثنائية التي جعلت السمك في متناول الفئات البسيطة والفقيرة، ما أثار الجدل وأدى إلى تعرضه لانتقادات ومضايقات من بعض الأطراف.

إرث عائلي ورؤية إنسانية

لم تكن تجارة السمك بالنسبة لعبد الإله مجرد مهنة، بل كانت إرثًا عائليًا، حيث ورثها عن والده الذي غرس فيه حب هذا المجال. نشأ عبد الإله وهو يسمع عن عالم الصيد والأسماك، ما جعله يقرر الاستمرار في هذا الدرب، ولكن برؤية مختلفة، تتمثل في تسهيل وصول السمك إلى الفئات التي تعاني من ارتفاع الأسعار.

أكد عبد الإله أن تكلفة السردين في الموانئ المغربية لا تتجاوز ثلاثة دراهم، ولذلك اختار أن يحدد هامش ربحه بدرهم أو درهمين فقط، عكس الأسواق الأخرى التي ترفع الأسعار بشكل كبير. اعتمد على بيع كميات كبيرة لتعويض الأرباح الضئيلة، ووجه نشاطه بالأساس إلى المدن القريبة من مراكش، حيث يعد السمك سلعة نادرة بسبب بعد المنطقة عن السواحل وارتفاع تكاليف النقل.

ضغوطات وتحديات

لم يكن الطريق مفروشًا بالورود، فقد تعرض عبد الإله لضغوطات ومضايقات بسبب أسعاره التي اعتبرها البعض تهديدًا لمصالحهم التجارية. رغم ذلك، لم يتراجع عن قناعته، وظل متمسكًا بمبادئه، مؤكدًا أن هدفه الرئيسي هو مساعدة الفقراء وكسب رضا الله ثم رضا الملك.

طموح نحو التوسع

لا يقتصر حلم عبد الإله على مدينة واحدة، بل يطمح إلى توسيع نشاطه وفتح فروع في مختلف أنحاء المملكة، بحيث يتمكن الجميع من شراء السمك بأسعار عادلة. يرى أن مشروعه ليس مجرد تجارة، بل رسالة اجتماعية تهدف إلى تحقيق العدالة الغذائية، خاصة للفئات الكادحة التي تعاني من موجات الغلاء المستمرة.

قصة عبد الإله هي نموذج ملهم لشاب قرر تحدي السوق من أجل خدمة مجتمعه، رافعًا شعار "الربح القليل من أجل الخير الكثير". وبينما يواجه التحديات، يظل متمسكًا بأمله في تحقيق مشروعه الوطني الكبير، فهل سينجح في تغيير معادلة الأسعار وجعل السمك في متناول الجميع؟

إرسال تعليق

أحدث أقدم