بوريطة ودي ميستورا يبحثان ملف الصحراء المغربية قبيل مشاورات مجلس الأمن
استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الاثنين بالرباط، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء المغربية، ستافان دي ميستورا، في إطار جولة إقليمية يقوم بها الأخير استعدادًا للمشاورات غير الرسمية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المرتقبة منتصف أبريل الجاري.
تحركات دبلوماسية قبيل اجتماع مجلس الأمن
تأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه القضية الوطنية حراكًا
دبلوماسيًا متزايدًا، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، وذلك في ظل استمرار دعم العديد من الدول لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب كحل سياسي واقعي لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وتندرج جولة دي ميستورا ضمن جهود الأمم المتحدة لإيجاد أرضية مشتركة لدفع العملية السياسية، وفقًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وخاصة القرار 2703 الصادر في أكتوبر 2023، الذي شدد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي واقعي ودائم.
موقف المغرب الثابت
خلال لقائه مع دي ميستورا، جدد بوريطة تأكيد المغرب على التزامه بدعم جهود الأمم المتحدة لحل هذا النزاع الإقليمي، وفق المرجعيات التي حددها مجلس الأمن، والتي تعتمد على مبادرة الحكم الذاتي كإطار وحيد لحل القضية في إطار احترام السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة. ويواصل المغرب تعزيز حضوره الدبلوماسي في القارة الإفريقية وأمريكا اللاتينية، حيث قامت العديد من الدول بفتح قنصليات لها في مدينتي العيون والداخلة، وهو ما يعكس الدعم المتزايد لمغربية الصحراء.
رهانات المرحلة المقبلة
مع اقتراب المشاورات غير الرسمية لمجلس الأمن، تبرز عدة رهانات تتعلق بمسار القضية الوطنية، منها مدى تجاوب الأطراف الأخرى مع دعوات الأمم المتحدة لاستئناف الحوار تحت إشراف المبعوث الأممي، ومدى التزامها بالمسار السياسي القائم على الواقعية والتوافق. كما أن موقف القوى الكبرى في المجلس، وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا، سيكون عاملًا حاسمًا في توجيه النقاشات المقبلة بشأن الملف.
خاتمة
تحمل زيارة دي ميستورا للمنطقة أهمية كبيرة في ظل التطورات السياسية والجيوستراتيجية المحيطة بملف الصحراء المغربية. ويبقى المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، ثابتًا في مواقفه الداعمة للحل السلمي القائم على الحكم الذاتي، في إطار السيادة المغربية، مع مواصلة تعزيز مكتسباته الدبلوماسية على الصعيدين الإقليمي والدولي.