اكتشاف كنز معدني ضخم في ورزازات يضع المغرب على خريطة المعادن الاستراتيجية العالمية
في خطوة توصف بالمفصلية في تاريخ الاستكشافات المعدنية بالمغرب، أعلنت شركة Catalyst Mines Inc الكندية عن اكتشاف هائل للمعادن الاستراتيجية في منطقة سيروا، ورزازات، ضمن مشروعها الواعد "أماسّين"، والذي قد يشكل نقطة تحوّل في مسار التنمية الاقتصادية والتكنولوجية للمملكة.
اكتشاف بقيمة تتجاوز 60 مليار دولار
بحسب بيان رسمي أصدرته الشركة، أسفرت عمليات التنقيب الأولية عن نتائج مذهلة، حيث تم العثور على تركيزات ضخمة من الكروم، الكوبالت والنيكل، وهي من المعادن الأساسية في الصناعات التكنولوجية الحديثة، خاصة في مجالات البطاريات، صناعة الفولاذ، والتقنيات الدفاعية.
أبرز الأرقام التي تم الكشف عنها:
- تركيز الكروم وصل إلى 270,350 جزءاً بالمليون (ppm)، وهو رقم استثنائي في الصناعة.
- تقدير كميات الصخور المعدنية يبلغ حوالي 609 مليون طن، مما يشير إلى احتياطي ضخم وقابل للاستغلال طويل الأمد.
- الموقع المكتشف لا يبعد سوى 40 كيلومتراً عن منجم بوا عزر الشهير، ما يعزز من جدوى البنية التحتية والتشغيلية للمشروع.
استعدادات لتقييم دولي للموارد
صرّح الرئيس التنفيذي لشركة Catalyst Mines:
"النتائج الاستكشافية كانت استثنائية وتضع مشروع أماسين في موقع تنافسي عالمي من حيث الجودة والكمية."
وأضاف أن الشركة بدأت فعلياً حفر 20 بئراً استكشافية بعمق إجمالي يفوق 4000 متر، استعداداً لتقديم تقدير دولي رسمي للموارد وفق معايير السوق العالمية.
مغزى اقتصادي واستراتيجي للمغرب
يمثل هذا الاكتشاف فرصة استراتيجية للمغرب لتعزيز مكانته كفاعل رئيسي في سلاسل التوريد العالمية للمعادن الحيوية. ففي ظل التحولات الصناعية الكبرى، وارتفاع الطلب العالمي على الكوبالت والنيكل كمكونات أساسية في البطاريات الكهربائية والسيارات الصديقة للبيئة، يمكن لمشروع "أماسّين" أن يشكل إحدى دعامات الاقتصاد الوطني الجديد.
خاتمة: بداية مرحلة جديدة
إذا تأكدت هذه الأرقام في التقارير النهائية، فإن المغرب قد يكون على أعتاب طفرة معدنية هائلة، ليس فقط على صعيد العائدات المالية، بل أيضاً في نقل التكنولوجيا، خلق مناصب الشغل، وتعزيز السيادة الصناعية. كل المؤشرات توحي بأن منطقة ورزازات تستعد لتكون قطباً معدنيًا استراتيجياً في السنوات المقبلة.