على نغمات الركادة.. بركان تتوهّج فرحاً بعد التتويج بكأس الكونفدرالية

على نغمات الركادة.. بركان تتوهّج فرحاً بعد التتويج بكأس الكونفدرالية


في مشهد يفيض بالحماس والاعتزاز، عمّت شوارع مدينة بركان فرحة عارمة لا توصف، حيث خرجت الجماهير بأعداد غفيرة تحتفل بتتويج فريقها "نهضة بركان" بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية. أصوات الزغاريد امتزجت بإيقاعات الركادة، الراقصة الشعبية التي تحولت إلى نشيد غير رسمي في ميادين الفرح البركاني، لترسم ملامح ليلة لا تُنسى في ذاكرة المدينة البرتقالية.

بركان تتزيّن بالنصر

منذ إعلان صافرة النهاية، تحوّلت مدينة بركان إلى مهرجان حيّ؛ الأعلام البرتقالية ترفرف من النوافذ والأسطح، والأهازيج تتصاعد من السيارات التي جابت الشوارع في مواكب احتفالية أشبه بالكرنفالات. لم تكن الاحتفالات مجرد فرحة بلقب رياضي، بل كانت تعبيراً عن انتماء جماعي، وفخر شعبيّ بفريق أثبت أن الإرادة والصبر يصنعان المجد.

الركادة... نبض المدينة

كان للركادة حضورٌ طاغٍ في قلب هذا المشهد الاحتفالي. لم تكن مجرد رقصة، بل لغة تعبّر بها الجماهير عن هويتها وثقافتها العميقة المتجذرة في أعماق الشرق المغربي. رجال، نساء، وأطفال التفوا على إيقاعات "الغايطة" و"الطعريجة"، في لحظة تمازج فيها التراث الشعبي بالإنجاز الكروي، ليُعيد للأذهان دور الكرة في لمّ الشمل وتوحيد الإحساس.

نهضة بركان... من المحلية إلى المجد القاري

ما حققته نهضة بركان لا يقتصر فقط على الفوز بالكأس، بل هو تجسيد لمسيرة صعود بدأت من الهامش الرياضي ووصلت إلى القمة الإفريقية. النادي، الذي كان إلى وقت قريب يلعب أدواراً ثانوية، أصبح اليوم رقماً صعباً في معادلة كرة القدم الإفريقية، ينافس الكبار ويصنع لنفسه مكاناً بين عمالقة القارة. هذا التتويج الثاني في تاريخه القاري ليس إلا ثمرة مشروع رياضي متكامل قاده النادي بتخطيط ورؤية وواقعية.

فرحة تُترجم حلم مدينة

الاحتفال في بركان كان رسالة عفوية لكنها عميقة: مدينة صغيرة بحجمها الجغرافي، لكنها كبيرة بطموح أبنائها، قادرة على أن تكون في الواجهة. شباب بركان لم يعودوا فقط يتحدثون عن الإنجازات، بل يعيشونها على أرض الواقع. ومن قلب كل شارع وساحة، تعالت الهتافات بـ"بركان يا الحبيبة"، كأنها نشيد أمل يعبر عن توق الناس للمزيد من النجاح والاعتراف.

ليلة التتويج بكأس الكونفدرالية لم تكن مجرد لحظة رياضية عابرة، بل كانت انعكاساً حياً لهوية شعب، ولعشقٍ لا يتزعزع للكرة والمدينة والنجاح. وبركان، على نغمات الركادة، أكدت من جديد أن للفرح طعم خاص حين يُصنع بالعزيمة ويُروى بالانتماء.


إرسال تعليق

أحدث أقدم