فاجعة الحي الحسني بفاس: كارثة إنسانية تهز المدينة وترفع منسوب الأسى

فاجعة الحي الحسني بفاس: كارثة إنسانية تهز المدينة وترفع منسوب الأسى


في واحدة من أشد الفواجع التي شهدتها مدينة فاس في السنوات الأخيرة، اهتز حي "الحسني بن دباب" يوم 9 ماي 2025 على وقع انهيار مفجع لمنزل مكوّن من عدّة طوابق، مخلفًا حصيلة ثقيلة من الضحايا، ما بين وفيات وإصابات متفاوتة الخطورة، في مشهد يختزل مأساة عمرانية واجتماعية معقدة.

حصيلة مروعة ومشهد إنساني مؤلم

وفق مصادر محلية محينة، فقد ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 10 وفيات، فيما لا تزال 6 إصابات قيد المتابعة الطبية بمستشفى الغساني، من بينها 3 أطفال يرقدون بقسم جراحة الأطفال، في حين تم تحويل حالتين إلى قسم الجراحة العامة، بينما يرقد مصاب واحد في قسم جراحة الدماغ والأعصاب في وضعية حرجة، وسط جهود طبية مكثفة لإنقاذ الأرواح.

كارثة لم تكن مفاجئة.. ومخاوف من تكرار المأساة

رغم هول الحادث، لم تكن الفاجعة مفاجئة بالنسبة لعدد من سكان الأحياء العتيقة بفاس، حيث تعاني العديد من المباني من التهالك البنيوي، والرطوبة، وانعدام الصيانة، وسط غياب رقابة تقنية منتظمة. فالمنزل المنهار، حسب شهادات الجيران، أظهر علامات تصدع منذ فترة، دون أن يتم التدخل بشكل جدي.

دروس مستخلصة ومطالب عاجلة

تسلط هذه الكارثة الضوء على هشاشة البنية التحتية في بعض الأحياء الشعبية، وتطرح تساؤلات حارقة حول دور الجهات المعنية في مراقبة السلامة المعمارية للمنازل القديمة، ومدى نجاعة برامج إعادة الهيكلة أو الترحيل، التي غالبًا ما تبقى حبرًا على ورق. كما أعاد الحادث طرح ملف السكن غير اللائق وضرورة التعامل معه كقضية أمن اجتماعي.

تضامن واسع وتحرك السلطات

في أعقاب الفاجعة، شهدت المنطقة تحركًا فوريًا من فرق الوقاية المدنية التي باشرت عمليات الإنقاذ والبحث تحت الأنقاض، وسط تجمهر السكان الذين تابعوا المشهد بقلق وألم. كما عبّر العديد من المواطنين على منصات التواصل الاجتماعي عن تضامنهم مع الضحايا، مطالبين بفتح تحقيق شفاف ومعمق لتحديد المسؤوليات وتفادي كوارث مماثلة مستقبلاً.

خاتمة: أرواح لا يجب أن تُنسى

إن فاجعة الحي الحسني ليست مجرد خبر عابر، بل ناقوس خطر يدعو إلى تعبئة جماعية لإصلاح منظومة السكن ومحاسبة كل من يتهاون في أرواح الأبرياء. فكل منزل مهدد بالسقوط هو قنبلة موقوتة قد تحوّل لحظة هدوء إلى مأساة وطنية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم