"ريمونتادا تاريخية".. برشلونة يقهر ريال مدريد برباعية ويقترب من حسم الليغا
في ليلة كتالونية لا تُنسى، ووسط أجواء نارية تليق بـ"كلاسيكو الأرض"، أظهر نادي برشلونة معدن الكبار وقلب الطاولة على غريمه ريال مدريد، محققًا فوزًا مثيرًا بنتيجة 4-3 في قمة الجولة الـ35 من الدوري الإسباني، ليُوسع الفارق إلى 7 نقاط ويضع قدمًا قوية على طريق التتويج بلقب الليغا 2024-2025.
دخل ريال مدريد المباراة بقوة وعزم، وسرعان ما سجل نجمه الفرنسي كيليان مبابي هدف التقدم من ضربة جزاء في الدقيقة الخامسة، ليعود بعدها بتسع دقائق ويضيف الثاني بمهارة فردية، باعثًا برسالة مبكرة أن الملكي جاء لحسم القمة. لكن برشلونة، كما عوّد جماهيره، لا يستسلم.
أظهر الفريق الكتالوني شخصية البطل، وردّ سريعًا عبر المدافع إريك غارسيا في الدقيقة الـ19، ثم تألق الشاب المتألق لامين يامال الذي عادل الكفة في الدقيقة الـ32، قبل أن يُحول البرازيلي رافينيا الملعب إلى مهرجان تهديفي بتسجيله هدفين في دقيقتين فقط (34' و45')، مستغلًا أخطاء قاتلة في دفاع الريال وخاصة في لحظة ارتباك بين مبابي وداني سيبايوس.
في الشوط الثاني، عاد مبابي ليُسجل هدفه الثالث ويُكمل الـ"هاتريك" في الدقيقة 70، في محاولة لإنقاذ فريقه، لكن الوقت لم يسعفه، وواجه دفاعًا صلبًا وحارسًا مستميتًا من جانب برشلونة.
ريمونتادا البارسا لم تكن فقط على مستوى النتيجة، بل على مستوى السيطرة الذهنية والبدنية، حيث أظهر الفريق انضباطًا وتماسكًا رغم البداية الصعبة، وسحق كل الشكوك حول قدرته على مواجهة القوة الهجومية للميرينغي. الأهم من ذلك، أن هذا الفوز هو الرابع تواليًا على ريال مدريد هذا الموسم، مما يعزز هيمنة برشلونة في حقبة جديدة بقيادة جيل شاب وطموح.
ومع تبقي ثلاث جولات فقط، أصبح برشلونة على بعد خطوات قليلة من معانقة اللقب، إذ يتصدر بـ82 نقطة، مقابل 75 لريال مدريد. وفي حال حافظ على هذا النسق، فسيكون التتويج بمثابة تتويج لسلسلة من الأداء الجماعي والانضباط التكتيكي والتألق الفردي.
إنها ليلة سيتذكرها عشاق برشلونة طويلاً، ليس فقط للفوز، بل للطريقة التي جاء بها: إصرار، قلب للمعطيات، وسيطرة في الكلاسيكو الأغلى.