#طاطا | النيران تعود مجددًا إلى دوار أكادير الهناء.. خطر بيئي وأمني يهدد المنطقة

#طاطا | النيران تعود مجددًا إلى دوار أكادير الهناء.. خطر بيئي وأمني يهدد المنطقة

في مشهد مأساوي يعيد إلى الأذهان صور الحرائق المروّعة، عاد لهيب النيران ليلتهم أجزاء جديدة من دوار أكادير الهناء بإقليم طاطا، بعد أن ظنّ السكان المحليون أنهم تخلّصوا منها أخيرًا. فبعد إخمادها في وقت سابق من اليوم، تفاجأ الأهالي بعودة النيران للاشتعال مجددًا، في سيناريو بات يتكرّر بشكل يثير القلق ويطرح أكثر من علامة استفهام حول أسبابه ودلالاته.

النيران تشتعل من جديد.. والخوف يتجدد

مصادر محلية أفادت أن النيران اندلعت في ساعات متأخرة من الليل، وانتشرت بسرعة وسط الهشيم والأشجار اليابسة المحيطة بالدوار، مستفيدة من الرياح القوية التي تعرفها المنطقة في هذه الفترة. الساكنة، التي لم تلتقط أنفاسها بعد من آثار الحريق الأول، عاشت مجددًا حالة من الذعر والترقب، وسط محاولات يائسة لإخماد النيران بإمكانات محدودة.

تدخل فرق الإطفاء.. لكن التحديات أكبر

رغم التدخل السريع لفرق الوقاية المدنية، فإن صعوبة التضاريس وقوة الرياح وغياب تجهيزات ميدانية كافية، كلها عوامل ساهمت في تأزيم الوضع. فدوار أكادير الهناء يعاني أصلًا من هشاشة البنية التحتية، ويفتقر لطرق معبدة تسهل الوصول إلى المناطق المشتعلة، مما جعل فرق الإنقاذ تعتمد على وسائل بدائية في بعض الأحيان، بدعم من الساكنة المحلية.

الخطر لا يهدد البيئة فقط

الحرائق المتكررة في منطقة طاطا، وخصوصًا في دواويرها النائية، لم تعد مسألة بيئية فحسب، بل باتت تهدد الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. إذ أن هذه المناطق تعتمد بشكل كبير على الفلاحة التقليدية وتربية الماشية، وكل حريق يلتهم المزيد من الأشجار المثمرة وأراضي الرعي، ما يهدد سبل العيش ويزيد من نسب الهجرة نحو المدن.

أسئلة بدون أجوبة

ما يثير الريبة أكثر هو تكرار الحرائق في فترات زمنية متقاربة، الأمر الذي يفتح الباب أمام فرضيات عدة، منها العامل البشري، سواء عن طريق الإهمال أو بفعل فاعل. السكان طالبوا السلطات بفتح تحقيق شفاف ونزيه، ومعاقبة المتسببين إن ثبت وجود فعل متعمد، كما دعوا إلى تسريع وتيرة تأهيل المنطقة من حيث البنية التحتية وتوفير معدات الوقاية من الحرائق.

نداء إلى الجهات الوصية

ما يحدث في أكادير الهناء ليس حدثًا معزولًا، بل هو إنذار صارخ يسلّط الضوء على هشاشة تدبير الأزمات البيئية في المناطق النائية. فبدون خطة استباقية، ودعم لوجستي وتقني حقيقي، ستبقى هذه المناطق عرضة لمآسٍ متكررة. وقد حان الوقت لربط المسؤولية بالمحاسبة، والتحرك العاجل لتفادي مزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات.


إرسال تعليق

أحدث أقدم