تمويل مدرب منتخب النيجر من الجامعة الملكية المغربية: خطوة مثيرة للجدل
أثارت التقارير حول تكفل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، برئاسة فوزي لقجع، بدفع راتب مدرب منتخب النيجر، بادو زاكي، جدلاً واسعًا في الأوساط الرياضية المغربية والإفريقية. واعتبرت هذه الخطوة، التي أكدتها الاتحادية النيجيرية، مثالًا جديدًا على الفساد الإداري الذي تعاني منه بعض الاتحاديات الكروية في القارة الإفريقية.
تفاصيل القضية
بادو زاكي، المدرب المغربي المخضرم، تم تعيينه مدربًا لمنتخب النيجر في فترة سابقة، وهو مرتبط بعقد رسمي مع الاتحاد النيجري. غير أن المفاجأة جاءت عندما كشف بيان رسمي أن راتب زاكي لا يُدفع من خزائن الاتحاد النيجري، بل من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وتحديدًا من ميزانيتها التي يُفترض أن تكون مخصصة لدعم وتطوير الكرة المغربية.
هذا الأمر جعل المتابعين يتساءلون: لماذا تقوم الجامعة المغربية بتمويل مدرب يعمل لصالح دولة أخرى؟ وهل الأمر يتعلق باتفاق سياسي أو رياضي بين الطرفين، أم أنه مجرد تجاوز إداري ينم عن سوء تدبير واضح؟
ردود الفعل والانتقادات
لم تمر هذه الخطوة مرور الكرام، حيث تعرض فوزي لقجع لانتقادات حادة داخل المغرب، خاصة من الجماهير المغربية التي ترى أن أموال الجامعة يجب أن تُخصص لدعم وتطوير الكرة المحلية بدلاً من تمويل مدرب يعمل خارج البلاد. كما اعتبر البعض أن هذه الخطوة تعد خرقًا لمبدأ الشفافية في إدارة الأموال العمومية للرياضة المغربية، خصوصًا أن المنتخب المغربي نفسه لا يزال بحاجة إلى تطوير على عدة مستويات.
من جهة أخرى، يرى بعض المحللين أن الأمر قد يكون مرتبطًا باتفاقيات تعاون غير معلنة بين المغرب والنيجر في المجال الرياضي، وربما يدخل ضمن سياسة توطيد العلاقات بين البلدين من خلال كرة القدم. لكن حتى لو كان ذلك صحيحًا، فإن غياب الوضوح والشفافية يجعل هذه الخطوة مثيرة للشكوك والتساؤلات.
الفساد في الاتحاديات الإفريقية: القاعدة أم الاستثناء؟
هذه الواقعة تعيد إلى الواجهة الحديث عن الفساد داخل الاتحاديات الكروية الإفريقية، حيث لطالما ارتبطت كرة القدم الإفريقية بممارسات غير قانونية تتراوح بين التلاعب في الأموال، وسوء الإدارة، والمحسوبية. وتمويل مدرب منتخب آخر من ميزانية دولة أخرى قد يكون مجرد حلقة جديدة في سلسلة طويلة من التجاوزات التي تعاني منها كرة القدم في القارة السمراء.
الخلاصة
في ظل هذه المعطيات، تبقى الأسئلة مطروحة: هل ستصدر الجامعة الملكية المغربية توضيحًا رسميًا حول هذه القضية؟ وما موقف الجهات الرقابية من هذا الإنفاق غير المبرر؟ الأكيد أن مثل هذه الأحداث تعكس ضرورة تعزيز آليات الشفافية والمحاسبة داخل المؤسسات الرياضية الإفريقية، لضمان أن تُصرف الأموال في مكانها الصحيح، بعيدًا عن المصالح الشخصية أو الحسابات الضيقة.