الوداد الرياضي يُنهي ارتباطه بالمدرب رولاني موكوينا: قرار مفاجئ يرسم علامات استفهام حول مستقبل النادي
في خطوة غير متوقعة، أعلن نادي الوداد الرياضي المغربي، اليوم الثلاثاء، عن فسخ عقد مدربه الجنوب إفريقي رولاني موكوينا بالتراضي، وذلك بشكل فوري، لتنتهي بذلك تجربة قصيرة لم تدم سوى بضعة أشهر، أثارت خلالها الكثير من الجدل والتساؤلات.
كان موكوينا قد التحق بالوداد الرياضي في يوليوز 2024، قادماً من نادي ماميلودي صنداونز الجنوب إفريقي، في أعقاب رحيل المدرب السابق عزيز بن عسكر. وقد استُقبل تعيينه حينها بكثير من التفاؤل، خاصة بالنظر إلى سجله المميز مع صنداونز، حيث عرف بأسلوبه الهجومي المتوازن، وقدرته على تطوير اللاعبين الشباب، إضافة إلى فكره التكتيكي المتطور.
لكن، وعلى الرغم من المؤهلات التي جاء بها، لم ينجح موكوينا في ترك بصمة واضحة مع الفريق الأحمر، الذي يعاني منذ فترة من عدم الاستقرار الفني والإداري. فشل الفريق في تحقيق النتائج المرجوة، وظهرت بوادر التوتر في بعض التصريحات الإعلامية، إلى جانب إشارات لتباين في وجهات النظر بين المدرب والإدارة التقنية للنادي.
أسباب الرحيل: خلافات داخلية أم نتائج باهتة؟
حتى الآن، لم يصدر توضيح رسمي من إدارة الوداد الرياضي يكشف الأسباب الحقيقية وراء فسخ العقد، لكن المتتبعين يرون أن الأمر لا يخلو من عوامل مركبة: النتائج غير المقنعة، تراجع الأداء الجماعي، وربما بعض الخلافات الخفية المتعلقة بالتعاقدات أو طبيعة العمل داخل النادي.
الوداد أمام مفترق طرق: ما بعد موكوينا؟
رحيل موكوينا يفتح باب التساؤلات على مصراعيه: من سيكون المدرب القادم؟ وهل سيتم التوجه نحو اسم محلي يعرف خبايا الدوري المغربي؟ أم سيستمر الفريق في سياسة التعاقد مع مدربين أجانب بحثاً عن التجديد؟ الأكيد أن التوقيت حساس، خاصة في ظل الاستحقاقات المحلية والقارية المنتظرة.
جماهير الوداد: قلق مشروع وطموح لا يتوقف
جماهير الوداد، المعروفة بشغفها الكبير وغيرتها على الفريق، أبدت تذمرها من حالة عدم الاستقرار، وطالبت إدارة النادي بوضع رؤية واضحة طويلة الأمد، تُعيد للفريق بريقه القاري والمحلي. فالنادي الذي اعتلى منصات التتويج الإفريقية في السنوات الماضية لا يمكن أن يقبل بأن يصبح ساحة لتجارب فنية غير محسوبة.
خاتمة: المرحلة القادمة تحتاج إلى قرارات حاسمة
رحيل رولاني موكوينا يشكل لحظة فارقة في مسار الوداد الرياضي خلال الموسم الحالي. وإذا كان الانفصال قد تم بـ"التراضي"، فإن التحدي الأكبر لا يكمن في هذا القرار وحده، بل في كيفية بناء مشروع فني متماسك، يعيد للفريق هيبته وتوازنه، ويعيد الطمأنينة لجماهيره العريضة.