تحطم طائرة عسكرية بمطار فاس سايس: فاجعة تكشف هشاشة السلامة الجوية

تحطم طائرة عسكرية بمطار فاس سايس: فاجعة تكشف هشاشة السلامة الجوية
في حادث مأساوي يعيد إلى الأذهان خطورة المهام العسكرية والتحديات المرتبطة بالطيران الحربي، لقي جنديان من أفراد القوات المسلحة الملكية مصرعهما صباح الإثنين 28 يوليوز، إثر سقوط طائرة تدريب عسكرية بمطار فاس سايس مباشرة بعد إقلاعها. هذا الحادث الدامي لم يهز فقط القاعدة الجوية، بل صدم الرأي العام الوطني، وسط تساؤلات متزايدة حول سلامة الطيران العسكري ونجاعة التدبير التقني للمرافق الجوية بالمغرب.

الطائرة، التي كانت في مهمة تدريب روتينية، فقدت توازنها بشكل مفاجئ لحظة الإقلاع، لتصطدم بقوة بأرض المدرج، ما أدى إلى تحطمها بالكامل ووفاة عنصري الطاقم في الحين. ورغم التدخل السريع للفرق العسكرية والأمنية، لم تُفلح المحاولات في إنقاذ الأرواح، وهو ما دفع إلى استنفار غير مسبوق بمحيط المطار وتشكيل لجنة تقنية خاصة لفتح تحقيق فوري في أسباب الحادث.

الحادث يسلط الضوء على إشكالات عميقة تتعلق بالسلامة الجوية العسكرية، خصوصًا في ظل تزايد وتيرة التدريبات والطلعات الجوية استعدادًا لمهام استراتيجية وأمنية. كما يفتح الباب أمام مراجعة جادة لمنظومة الصيانة والرقابة التقنية، خاصة وأن مطار فاس سايس سبق أن شهد حوادث مماثلة في فترات سابقة، ما يثير الشكوك حول فعالية التدبير الإداري والتقني لهذه المنشأة الحيوية.

تداعيات الحادث لم تتوقف عند حدود المؤسسة العسكرية، بل عمّت مشاعر الحزن والأسى بين المغاربة، حيث اعتُبر الجنديان ضحيتين لمهام وطنية شريفة، قدّما خلالها حياتهما من أجل خدمة الوطن. وتم نقل جثمانيهما إلى المستشفى العسكري لإجراء التشريح وتسليمهما لاحقًا إلى أسرتيهما المكلومتين.

في انتظار نتائج التحقيقات التقنية، أُعلن عن تعليق بعض الرحلات التدريبية بشكل مؤقت، في خطوة احترازية تهدف إلى ضمان السلامة وتقييم وضعية الطائرات والكوادر الفنية. ويأمل الشارع المغربي أن لا تمر هذه الفاجعة مرور الكرام، بل أن تكون دافعًا حقيقيًا لمراجعة شاملة تضع سلامة الطيارين والعسكريين في قلب الأولويات، وتُعزز ثقة المواطنين في قدرات المنظومة الجوية الوطنية.




إرسال تعليق

أحدث أقدم